ماذا يعنى الإعلام

ماذا يعنى الإعلام؟

ماذا يعنى الإعلام؟

 تونس اليوم -

ماذا يعنى الإعلام

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا يمر يوم أو يومان دون أن نقرأ أو نسمع نقداً للإعلام أو هجوماً عليه، ودعوة لإصلاحه. فقد وصل تدنى الأداء المهنى فى كثير من وسائل الإعلام، وخصوصاً المرئية منها، إلى مستوى يثير الهلع.

غير أنه ليس كل هجوم على الإعلام ينطلق من مصلحة عامة. كما أن الكثير من هذا الهجوم يثير شكوكاً فى مدى معرفتنا بمعنى الإعلام ودوره، وإدراكنا طبيعة الإصلاح الضرورى فيه. وعندما نتابع تقييم بعض من يهاجمون أداء الإعلام الأمريكى فى انتخابات ترامب ـ كلينتون، تزداد هذه الشكوك. فالاتجاه السائد يعتقد أن الإعلام الأمريكى لم يلتزم الحياد.

غير أن هناك خطأين فى هذا التقييم. أولهما الخلط بين الخبر والرأى. فقد كان الانحياز لكلينتون ظاهراً فى المقالات والأعمدة الصحفية لأنها تعبر عن آراء كتاَّبها. ولذلك لا يقاس التوازن بما تتضمنه المقالات، بل بما تقدمه التغطية الخبرية.

ويقودنا ذلك إلى الخطأ الثانى فى التقييم، إذ تدل المتابعة السريعة على أن حملة ترامب حظيت بمساحات مساوية لما حصلت عليه حملة كلينتون، وربما أكثر فى بعض الأحيان.

فقد ركز الإعلام على فجاجة خطاب ترامب وفظاظته، الأمر الذى فسره القائلون بانحيازه من زاوية أنه يهدف إلى تنفير الناخب منه. ولكن الواقع أن ترامب قصد أن يكون خطابه على هذا النحو, بل تعمد المبالغة فى ذلك لاجتذاب الناخبين الأكثر غضباً على المؤسسة الأمريكية التقليدية.

وساعده الإعلام فى ذلك دون أن يقصد لأنه ينساق وراء الإثارة ويضعف أمام كل ما يثير الغرائز، بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى محركة له ومنافسة فى آن معاً.

فقد أغراها خطاب ترامب المثير، فأغفلت دورها فى فتح حوار جاد حول القضايا التى عمد إلى اختزالها وتسطيحها. ولم تواجهه بالأسئلة المحرجة, ولم تسأل عن خلفيته الفكرية أو إلمامه بما تحدث عنه، لم تناقش مثلا تأكيده أن قضية الاحتباس الحرارى وهمية أو «كذبة روجتها الصين» على حد قوله.

ولذلك كان الانسياق وراء الإثارة والتسطيح، وليس الانحياز، أهم عناصر الخلل العابر فى أداء الإعلام الأمريكى فى الانتخابات الأخيرة. فهل نعرف أن هذا الخلل المقيم فى اعلامنا هو أحد أكبر الأخطار التى تهدد مستقبل بلدنا؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى الإعلام ماذا يعنى الإعلام



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia