إنهم يكرهونه

إنهم يكرهونه

إنهم يكرهونه

 تونس اليوم -

إنهم يكرهونه

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تعبر ردود الفعل التلقائية فى بعض الأحيان عن المشاعر بطريقة أكثر صدقا من أى تعليق مُعد مسبقاً.

وينطبق ذلك على رد فعل رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى تجاه خسارته الاستفتاء على إصلاحات دستورية اقترحها، وتصويت نحو 60% من المستفتين ضدها. وعندما قال رينزى لم أكن أعرف أنهم يكرهوننى إلى هذا الحدس كان يعبر عن جملة مشاعر داخله كالحزن والألم والصدمة وخيبة الأمل. وقد عبر عنها بتلقائية فى بضع كلمات من النوع الذى لا يمر على العقل قبل أن يُقال. 

فقد نشأ رينزى فى بيئة تنأى بالمواقف والصراعات السياسية عن الحب والكراهية، لأنها ترتبط بمعطيات واقعية واعتبارات موضوعية، وليس بتفصيلات شخصية. ولو أنه فكر لبرهة قبل أن يعبر عما اختلج فى داخله، لما قال إن من اقترعوا ضده يكرهونه، ولكان قد اختار تعبيرا آخر. 

ولكن المواقف التلقائية التى قد تتضمن تعبيرات غير موفقة إنما تعبر فى الوقت نفسه عن قيم راسخة. وعندما تكون هذه القيم ديمقراطية، يبادر المسئول السياسى بالاستقالة حين يشعر بأنه فقد ثقة نسبة معتبرة من الناخبين. وهذا هو ما فعله رينزى، إذ فهم أن الاقتراع كان على سياسة حكومته بوجه عام، وعلى الأوضاع الاقتصادية التى تزداد سوءا بشكل خاص. ولم تثنه عن الاستقالة توقعات بأن تشهد الانتخابات المبكرة المترتبة عليها صعودا للتيارات القومية المتطرفة والعنصرية. ويعنى ذلك أنه لا يخاف على مستقبل الديمقراطية الإيطالية إذا فاز من يثير صعود أقرانهم فى كثير من الدول الأوروبية قلقا واسعا على مصير هذه الدول ونظمها الديمقراطية، وليس على الاتحاد الذى يجمعها فقط. وإذا كان هذا ما يراه رينزى، فهو مصيب، لأنه يدرك بالتالى قوة الثقافة الديمقراطية التى دفعته إلى الاستقالة، رغم الاهتزاز الذى يصيبها فى المرحلة الراهنة. ولذلك فهو يبدو أكثر وعياً من كاتبى التقرير الذى آصدره المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية قبل أيام، وطرح فيه تصورا متشائماً لمستقبل الديمقراطية فى أوروبا. 

ويشعر قارئ هذا التقرير بأنه يعبر عن هواجس، بدلاً من أن يقدم رؤية تحليلية رصينة، حين يخلص إلى أن عام 2017 سيحدد مصير الديمقراطية الأوروبية من خلال الانتخابات التى ستجرى فى فرنسا وألمانيا وهولندا، فضلاً عن إيطاليا. 

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يكرهونه إنهم يكرهونه



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia