عباس  ودحلان

عباس .. ودحلان

عباس .. ودحلان

 تونس اليوم -

عباس  ودحلان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس مفهوما التوتر الشديد الذي يصيب بعض أنصار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلما طُرح موضوع حل الخلافات داخل حركة «فتح»، أو تجاوز الصراعات التي ترتبت علي منهج هذه السلطة في إقصاء قادة حققوا نجاحا أو شعبية حتي إذا لم يختلفوا مع رئيسها. لم يكن رئيس جهاز الأمن الوقائي الأسبق محمد دحلان وحده الذي أُبعد حتي لا يصبح منافسا لعباس. حدث ذلك مع آخرين في قيادة حركة «فتح»، كما حصل مع شخصيات تكنوقراطية حققت نجاحا مشهودا مثل سلام فياض، ومع حلفاء لهذه الحركة لعبوا أدوارا مهمة بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معهم مثل ياسر عبد ربه.

لا يسأل عباس وأنصاره أنفسهم عن أي مبرر بقي لاستمراره في قيادة كل ما يتعلق بالعمل الفلسطيني، وجمعه الرئاسات كلها من منظمة التحرير إلي «فتح» إلي السلطة، بعد أن اصبحت القضية التي يفترض أن يُمَّثلها في حالة موت سريري. وفي ظل إنكار هذا الواقع، يُعاد إنتاج «التهمة» المُعلَّبة الجاهزة التي تُوَّجه ضد كل من يسعي إلي إصلاح الوضع الفلسطيني بأنه يسعي إلي خلافة عباس، بما يعني أن التغيير ممنوع علي الشعب الفلسطيني، مثله في ذلك مثل شعوب عربية أخري رغم عدم وجود دولة لكي يزعم أنصار عباس أن هذا التغيير يهدمها أو يُعرَّضها للخطر. ورغم أن الدعوة إلي تغيير يتيح إصلاح الوضع الفلسطيني تصدر عن جهات متعددة في افتحب وخارجها، يظل دحلان هو الأكثر تعرضا للهجوم ربما لأن لديه أهم ما يفتقده عباس, خصوصا الرؤية المتكاملة التي تربط إصلاح السلطة وإنقاذ حركة «فتح» وإحياء منظمة التحرير بتحقيق مصالحة شاملة أيضا. كما يتسم خطابه الحالي بميل نادر الآن في الساحة العربية إلي الحوار والتفاهم والتسامح وإنهاء الانقسام والرغبة في تجاوز المظالم التي تعرض لها من جانب قيادة السلطة. غير أن الإصلاح الحقيقي للمسار الفلسطيني يتطلب أنها تركز الصلاحيات كلها في يد واحدة، وتوزيع المهام الرئيسية، وهي رئاسة منظمة التحرير وقيادة «فتح» ورئاسة السلطة، علي ثلاث شخصيات مؤهلة للعمل الشاق المطلوب في كل من هذه المهام في لحظة حياة أو موت لقضية فلسطين.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس  ودحلان عباس  ودحلان



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia