الصناديق الخاصة ليست شراً

الصناديق الخاصة ليست شراً

الصناديق الخاصة ليست شراً

 تونس اليوم -

الصناديق الخاصة ليست شراً

د. وحيد عبدالمجيد

واجب على أى عضو فى مجلس النواب أن يتحرى الدقة عندما تروقه دعوة براقة أو كلام منمق، قبل أن يجعله قضية ينشغل بها على النحو الذى يحدث الآن بشأن ضم الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة.

فالدعوة ليست جديدة، ولكنها تلقى هوى الآن رغم سذاجة الاعتقاد التى تقوم عليه وهو أن هذه الصناديق شر ابتلينا به, وأن ضمها يحل مشكلة العجز فى الموازنة العامة. وينبغى عند النظر فى هذا الموضوع سبر أغواره جيداً، واستيعاب دروس تجارب سابقة مثل ضم أموال التأمينات والمعاشات.

ولابد لمن يتصدى لموضوع الصناديق الخاصة معرفة أنها أُنشئت أصلاً منذ أواخر ستينيات القرن الماضى تلبية لحاجة ضرورية، وهى ضمان إنفاق موارد الرسوم والاشتراكات والمنح فى المجال المراد تخصيصها له دون غيره، لأن التعامل معها بشكل مركزى يُدخلها فى متاهة قد تخرج منها إلى مجال آخر غير ذلك الذى يُراد إنفاقها فيه.

كما ينبغى تدقيق الكلام المرسل عن فساد يضرب أطنابه فى هذه الصناديق، لأن الرقابة عليها أكثر إحكاماً منها فى بعض الهيئات العامة، وخصوصاً بعد اباحة التعاقدات بالأمر المباشر فى هذه الهيئات. فالصناديق الخاصة تخضع لرقابتين إحداهما سابقة تتمثل فى اعتماد قرار الصرف من وزارة المالية، والثانية لاحقة من خلال الجهاز المركزى للمحاسبات. وإحكام هذه الرقابة هو المدخل لمواجهة أي فساد فيها، كما في غيرها، وليس تأميمها.

ولكن هناك مشكلة محددة ينبغى أن يتركز الاهتمام عليها، وهى وجود حسابات خاصة غير معلنة فى بعض الجهات. وإذا كان مجلس النواب يريد القيام بعمل نافع، عليه أن يلزم الحكومة برفع الستار عن الحسابات السرية أو إصدار تشريع يُجرَّم إخفاءها.

أوربما لا يعرف من يزعجهم وجود الصناديق الخاصة أن بعضها يسهم فى تقديم خدمات صحية وتعليمية وثقافية وزراعية وعمرانية وغيرها، وأن عشرات الآلاف من العاملين يتقاضون أجورهم منها. كما أن غير قليل من هذه الصناديق تعتمد على اشتراكات العاملين فى مؤسسات وشركات ونقابات تحت أسماء مثل صندوق العاملين وصندوق الزمالة وصندوق المعاش التكميلى وغيرها، الأمر الذى يجعل ضمها إلى الموازنة العامة أو حتى ضم جزء منها اعتداء على مال خاص يحظره الدستور والقانون.

المصدر : الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصناديق الخاصة ليست شراً الصناديق الخاصة ليست شراً



GMT 13:43 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

ملّاح لبنان

GMT 15:04 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الشامتون بالديمقراطية

GMT 00:06 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

«مين» رئيس جمهورية لبنان.… ميشال عون أم جبران باسيل؟!!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia