هالوين  والمصحف

هالوين .. والمصحف!

هالوين .. والمصحف!

 تونس اليوم -

هالوين  والمصحف

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

من الطبيعى أن يختلف الناس بشأن الاحتفال بمناسبات يعتبرها بعضهم مستهجنة أو «مستوردة» مثل عيد الهالوين Halween المختلف عليه أصلاً فى الدول الغربية التى يُحتفل به فيها. ويشمل الاختلاف على هذا العيد، الذى يحتفل به البعض ليلة 31 أكتوبر من كل عام، تحديد أصوله التى يبدو أنها تعود إلى مزيج من ثقافة الاحتفال بالخريف، وثقافة مهرجانات الحصاد، إلى جانب بعض التقاليد المسيحية رغم أنه مرفوض من جانب كثير من المسيحيين الغربيين، فضلاً عن بعض الممارسات الوثنية القديمة.

ولكل منا أن يقبل أو يرفض احتفال بعض شبابنا بهذا العيد أو غيره0 ولكن لا يحق لمن يرفضون مهاجمة المحتفلين والاساءة اليهم كما فعل البعض. ومنهم ممثلة تجاوزت فى هجومها على طلاب مدرسة مجاورة لمنزلها بسبب احتفالهم به، مما أدى الى احتقان عندما غضب بعضهم وتجمعوا أمام منزلها.

ورغم أن هذه “الخناقة” ليست مهمة فى ذاتها، إلا أن ما يستحق التأمل فيها استدعاء هذه الممثلة للدين فى هجومها على الطلاب، إذ أفتت بأن (الهالوين والمهرجانات والمصحف دونت ميكس) وأقحمت الدين فى أمر لا يتعلق به. وأخطر ما فى هذا الموقف هو التوسع الذى يحدث فى ظاهرة الاتجار بالدين التى كانت مقصورة حتى وقت غير بعيد على جماعات تخصصت فى هذا المجال سعياً إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، وأشخاص حوَّلوا الافتاء إلى مصدر للارتزاق وتكوين ثروات. فهناك ما يدل على أن هذه الظاهرة تحولت فى الفترة الأخيرة إلى “فيروس” ينتشر بسرعة ويصيب بعض من لم يكن ممكناً تخيل أن يرتدوا عباءة يبدو شكلهم مضحكاً فيها.

أما الدلالة الخطيرة الثانية للهجوم على عيد الهالوين فهى ليست جديدة، ولكنها آخذة فى ازدياد، وهى اتخاذ موقف من شئ أو أمر ما بدون معرفة ماهيته واعتماداً على كلام يتردد عنه. فالاعتقاد الشائع عن الطابع “الشيطانى” لعيد الهالوين يستند الى خرافات تنتشر فى غياب المعرفة. ولكن من يكلف نفسه البحث فى خلفيات هذا العيد يجد أن من طقوسه مساعدة الناس، وتوزيع الحلوى، وإضاءة شموع على قبور الموتى من الأقارب، وليس فقط عزف موسيقى صاخبة والتنكر فى أزياء غربية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هالوين  والمصحف هالوين  والمصحف



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia