توصيات مهمة  ولكن

توصيات مهمة .. ولكن

توصيات مهمة .. ولكن

 تونس اليوم -

توصيات مهمة  ولكن

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أحسنت اللجنة العليا للانتخابات عندما أرفقت بتقريرها النهائي عن انتخابات مجلس النواب عدداً من التوصيات التي قالت إنها تفيد في الحد من السلبيات في أي انتخابات قادمة.

غير أن تعظيم الاستفادة من هذه التوصيات يتطلب قراءتها بعين فاحصة لأن بعض أهمها يحتاج الي تطوير. خذ علي سبيل المثال التوصية الخاصة بإيجاد آليات فعاَّلة لمراقبة الإنفاق المالي علي الدعاية والإعلان لملاحقة المخالفات. وتتضمن التوصية منح من يُطبَّقون الآليات التي توصي اللجنة بإيجادها صفة الضبطية القضائية، وتشجيع المواطنين علي الإبلاغ عن المخالفات من خلال الهاتف أو شبكة المعلومات مع الاحتفاظ بسرية المصدر. وهذه توصية ذات وجهين لأن الأخذ بها يمكن أن يحقق نتائج رائعة في منع المخالفات التي تمثل انتهاكاً للقانون، وقد يؤدي أيضاً إلي فتح الباب أمام انتهاكات جديدة ليست أقل خطراً. ولكي تُحقَّق هذه التوصية نتائج إيجابية ينبغي أن تشمل آلية ملاحقة التحالفات تحديداً دقيقاً وصارماً لكيفية إثبات وجود المخالفة. ولما كان تجاوز سقف الإنفاق علي الدعاية كما يحدده القانون هو الانتهاك الأكثر انتشاراً، يلزم إيجاد طريقة لحساب هذا الإنفاق بشكل دقيق، وتدريب المراقبين عليها قبل منحهم أو بعضهم صفة الضبطية القضائية حتي لا يُساء استخدامها في غياب معايير منضبطة لمعرفة ما ينفقه كل مرشح. ومن الضروري في هذه الحالة أن ينص قانون مباشرة الحقوق السياسية علي أن المرشح يتحمل المسئولية عن كل الدعاية التي تحث علي انتخابه، بما في ذلك ما يتطوع مؤيدون له به, أما التوصية بتشجيع المواطنين علي الإبلاغ عن المخالفات فهي تحتاج إلي مناقشة في ظل التوسع الشديد في الميل إلي تحويل الناس إلي «مخبرين» وهذا خطر علي أخلاق المجتمع والعلاقات بين أفراده، فضلاً عن أنه يفتح الباب أمام بلاغات كيدية يقدمها أنصار مرشح ضد منافسه، ويُنهك القائمين علي ملاحقة المخالفات ويُشتت جهدهم، ويشغلهم بفحص بلاغات قد يكون معظمها غير حقيقي أو مضللا لهم, علي حساب المتابعة التي ينبغي أن يقوموا بها وفق خطة مدروسة يعملون علي أساسها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توصيات مهمة  ولكن توصيات مهمة  ولكن



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia