ليست يابانية

ليست يابانية

ليست يابانية

 تونس اليوم -

ليست يابانية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا أعرف من الذي أوحي للسيد وزير التربية والتعليم بأن الأساليب الحديثة في التعليم يجب أن تكون يابانية. فقد نُسب إلي أحد المسئولين في الوزارة تصريح مفاده أنها بدأت تطبيق ما سماه التجربة اليابانية في التعليم في 12 مدرسة حكومية بالمرحلة الابتدائية، ضمن خطة تهدف إلي تعميم هذه التجربة بشكل تدريجي.

ولكن ما هي هذه التجربة اليابانية في التعليم؟ يفيدنا التصريح المشار إليه بأنها تعتمد علي الأنشطة وتبتعد عن التلقين والحفظ. فهل إلي هذا الحد لا يعرف المسئولون في وزارة التربية والتعليم أن التجربة التي يقال إنها يابانية ليست إلا الأسلوب الحديث المتبع في كثير من البلاد، التي قامت بتحديث التعليم منذ فترة طويلة0 فقد أدركت هذه البلاد أن وظيفة التعليم، هي تأهيل الطالب لكي يُحسن استخدام عقله، فيفكر ويسأل ويناقش، ويسعي إلي إجابات مقنعة علي ما يدور في ذهنه، ويمكنه الاختيار بين بدائل متعددة عن طريق التفكير في مزايا كل منها وعيوبه.

وفي هذه الحالة، يصبح الأكثر تميزاً بين الطلاب الذين يتعلمون بهذا الأسلوب الحديث قادرين علي الإبداع كل في المجال الذي اختاره وفق ميوله الحقيقية وليس حسب ما يحدده له مكتب التنسيق، فيكثر المبتكرون والمخترعون والعلماء والمفكرون والأدباء والفنانون، وغيرهم ممن يُعلمون عقولاً دُربت منذ المهد لكي تنتج الجديد الذي يفيد المجتمع والعالم. ويحدث ذلك الآن في معظم بلاد العالم، وليس في اليابان فقط. ولا يحتاج تحديث التعليم، الذي انحدر إلي هاوية سحيقة في بلادنا إلي استنساخ أي تجربة، سواء من اليابان أو غيرها. كل ما يتطلبه اقتناع حقيقي بمأساوية التعليم الذي تهدف إلي توسيع الذاكرة وتضييق العقل، وزيادة القدرة علي الحفظ وترديد ما يُحفظ بلا فهم أو تفكير إلي أن يتم سكبه في ورقة الامتحان. وعندما نؤمن بذلك، سنُغَّير المناهج العقيمة لتركز علي ما يحفز الطالب علي التفكير وإثارة الأسئلة والبحث عن الإجابات التي لا يجدها الطالب في الكتاب المدرسي، وسيضطر المدرسون إلي تطوير أسلوبهم تدريجياً. وهذا كله معروف في أوساط خبراء التعليم المصريين الأكثر معرفة، والذين بُحت أصوات بعضهم منذ عقود وهم يُنبَّهون إليه ويشرحون أبعاده.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست يابانية ليست يابانية



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia