نساء «داعش»

نساء «داعش»؟

نساء «داعش»؟

 تونس اليوم -

نساء «داعش»

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كان ظهور تنظيم «داعش» تحدياً كبيراً، وربما الأكبر، للباحثين فى مجالي الحركات الأصولية والإرهاب على حد سواء، وكذلك للمهتمين بها فى الأوساط الإعلامية والثقافية. تفاوتت الاستجابات لهذا التحدى. قليل من الأعمال ساهمت فى فهم التحول الذى حدث فى حركة الإرهاب، وأدى إلى ظهور التنظيم الأكثر عنفاً وتوحشاً. 

أما أكثر ما كُتب وقيل عنه فقد امتزجت فيه حقائق أو وقائع بخرافات أو أساطير، واجتمع فيه التحليل والفهلوة، وخاصة فى ضوء قلة المعلومات التى يمكن التيقن من صحتها. ومازال هذا النوع الردئ من الكتابات والتعليقات مستمراً فى مرحلة يبدو أنها تمثل بداية نهاية «داعش»، مثلما كان فى لحظة بداية صعوده. 

ويظهر ذلك فى كثير مما يُكتب ويُقال وينتج فى أفلام وثائقية عن وزن مميز ودور جوهرى، للنساء فى تنظيم «داعش»، الأمر الذى يبدو أحياناً كما لو أننا إزاء أحد أكثر التنظيمات تقدماً وحداثة، وليس أمام أكثرها تخلفاً ورجعية. ومن ذلك مثلاً أن «داعش» يتمتع بجاذبية شديدة للفتيات، رغم أن أحداً لا يعرف أعداد النساء اللاتى التحقن به، أو نسبتهن إلى الرجال. 

ويُقال أيضاً إن إقبال النساء على الالتحاق بـ «داعش» يعود إلى رغبة فى تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة الضعيفة القابعة فى منزل زوجها لتربية الأطفال والإنجاب، وخلق صورة جديدة لنساء يحملن السلاح ويستطعن تنفيذ عمليات مسلحة عبر المشاركة فى القتال أو تفجير أنفسهن. وهذا تفسير يوحى بأن إحدى وظائف «داعش» تقديم صورة حديثة للمرأة المسلمة، فضلاً عن أنه يُفسر افتراضاً لا دليل عليه وهو أن إقبال النساء على التنظيم هائل. 

وهذا فضلاً عن التفسيرات «المعلبة» التى يمكن استخدامها فى سياقات مختلفة مثل القول إن «داعش» يستعين بالمرأة لسد النقص فى عدد مقاتليه، وكأنه يملك خزاناً لا ينضب من النساء. 

والحال أننا إزاء افتراض ينبغى على من يطرحونه إثباته أولاً قبل البحث عن تفسير أو أكثر له, بدءاَ بتوثيق العمليات القتالية أو الانتحارية التى شاركت فيها أونفذتها فتيات, وحدود دور عضواته فى تنظيم الأوضاع الاجتماعية للنساء فى المناطق التى سيطر عليها عام 2014 فى سوريا والعراق، التزاماً بالحد الأدنى من قواعد المعرفة والمنهجية العلمية والأخلاق المهنية.

المصدر : صحيفة  الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء «داعش» نساء «داعش»



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia