داعش شرقا وغربا

داعش شرقا.. وغربا

داعش شرقا.. وغربا

 تونس اليوم -

داعش شرقا وغربا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يتفق معظم الخبراء فى مجال الإرهاب وتنظيماته على أن الهزائم التى يُمنى بها تنظيم «داعش» الآن فى سوريا والعراق لن تقضى عليه، أو تضع نهاية لشروره. فقد أظهرت التجارب خلال العقود الأربعة الأخيرة أن هزيمة التنظيمات الكبيرة لا تعنى نهايتها، بخلاف التنظيمات الصغيرة. قارن مثلاً بين «جماعة المسلمين» الصغيرة التى ظهرت فى السبعينيات، وعُرفت إعلامياً باسم التكفير والهجرة، وتنظيم «القاعدة» الذى كان إعلانه عام 1998 نتيجة لمقدمات كثيرة تراكمت منذ مطلع الثمانينيات. 

انتهت «جماعة المسلمين» تحت وطأة الضربات التى تعرضت لها عقب اغتيال الشيخ حسين الدهبى، بخلاف تنظيم «القاعدة» الذى أخذ شكلاً جديداً رغم هول المطارق التى هوت عليه عقب هجمات سبتمبر 2001. ورغم أن هذا التنظيم تراجع بعد ضرب معقله الرئيسى فى أفغانستان، ظل خطره مستمراً، وتحولت قيادته إلى «رمز» للجماعات والتنظيمات المحلية التى ظلت موالية له، أو التحقت به. والمتوقع أن يكون «داعش» المهزوم أقوى من «القاعدة» بعد هزيمتها، لأنه يُعد أكبر تنظيم فى تاريخ الإرهاب بكل مرجعياته فى العصر الحديث, بعد أن ورث «داعش» عام 2012 كل ما حققه الإرهابيون فى العراق، منذ «تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين» وحتى «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق». 

ولذلك فمهما يكن عدد من قُتلوا، ومن سيُقتلون، من أعضائه سيكون فى إمكانه إعادة التموضع فى مناطق صحراوية على الحدود السورية - العراقية. وقد شرع فى ذلك بالفعل. ولكن خطره الأكبر سيكون فى أولئك الذين يتأثرون به، ويتحولون إلى «ذئاب منفردة» تقتل وتُفجَّر هنا وهناك، وفى المجموعات التى تصل تحت علمه الأسود فى بلدان يزداد عددها شرقاً وغرباً، حتى فى ظل هزيمته. 

شرقاً، بلغ «داعش» فى تمدده شرق آسيا ووسطها، وأصبح له تنظيم فى أفغانستان، ووصل إلى الفلبين حيث يخوض أتباعه حرباً دامية فى جزيرة مينداو منذ منتصف مايو الماضى. وغرباً، التحقت به جماعة «بوكوحرام» فى نيجيريا، وأتاحت له مرتكزاً للتحرك فى منطقة غرب أفريقيا، والسعى إلى التمدد فيها. 

ولذا، ينبغى الانتباه إلى أن الحرب على داعش لن تنتهى بهزيمته فى الرقة ودير الزور وتلعفر والحديثة، وأن مواصلتها تتطلب استراتيجية جديدة طويلة المدى. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش شرقا وغربا داعش شرقا وغربا



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia