ليس وقت الصغار

ليس وقت الصغار

ليس وقت الصغار

 تونس اليوم -

ليس وقت الصغار

بقلم ـ د. وحيد عبدالمجيد

صغار جداً من يتركون تحديات خطيرة تواجههم، وينصرفون إلى صراعات متهافتة تثير الأسى. وصغيرة إلى أقصى حد مواقف الفصائل الفلسطينية التى تعجز مجدداً عن التفاهم على صيغة لعقد مؤتمر جامع سعياً إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قضية باتت مهددة بالإلغاء.

ينطبق هذا على الفصائل التى تصر على دعوة المجلس الوطنى الفلسطينى وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير بدون توافق مع فصائل أخرى لم تنضم إليها، وتحاول فرض أمر واقع لا جدوى منه حين يحمل الواقع المعاش فى طياته خطر إسدال الستار على القضية بكل مكوناتها، كما ينطبق على الفصائل التى ترفض دعوة المجلس الوطنى، وتطرح بديلاً هلامياً بدون تحديد واضح له، فى صورة عنوان عام هو عقد مؤتمر إنقاذ وطنى.

الفصائل التى تتبنى عقد اجتماع المجلس الوطنى تتعامل مع من تدعوهم كما لو أنهم ضيوف يذهبون إلى مجلس ليسوا جزءاً منه، وبدون حوار حول كيفية تحويل انعقاده إلى خطوة مؤثرة فى التعاطى مع ما قد يصبح فصلاً أخيراً فى قصة القضية الفلسطينية.

أما الفصائل التى ترفض الدعوة، وتصر على أن ما تسميه «مجلس رام الله» لا يمثل الشعب الفلسطينى، فتُردد شعارات ربما تبدو فى محلها، ولكنها تخلو من أى مضمون، مثل التمسك بوحدانية تمثيل منظمة التحرير، وإعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية، ووقف الإجراءات الأحادية. وفضلاً عن أن هذه شعارات منبتة الصلة برؤية محددة لما ينبغى فعله بعد ترديدها, تبدو الدعوة الى انتخابات رئاسية وتشريعية، وأخرى لاختيار مجلس وطنى جديد، كما لو أنها قادمة من فصائل تعيش فى كوكب آخر، ولا تدرك أن «خطة التسوية الأمريكية» أوشكت على الاكتمال، وأن إعلانها اقترب، الأمر الذى يفرض طرح رؤية عملية لتحرك فورى لا يحتمل انتظار إجراء كل هذه الانتخابات.

صراعات صغيرة، إذن، لا تزال تفعل فعلها المُدمر فى لحظة تفرض ارتفاع الفصائل الفلسطينية إلى مستوى الخطر الذى يُهدد بإسدال ستار أخير على قضية أساء إليها أصحابها نتيجة صراعاتهم التى لم تتوقف منذ ما قبل النكبة. والحال أن هذا ليس وقت الصغار. ولكن السؤال الذى لا يجد إجابة بعد هو: أين يمكن أن نجد كباراً فى الوضع الفلسطينى الراهن؟.

المصدر : جريدة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس وقت الصغار ليس وقت الصغار



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia