«سياسة» ضرب الأزواج

«سياسة» ضرب الأزواج

«سياسة» ضرب الأزواج

 تونس اليوم -

«سياسة» ضرب الأزواج

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ربما تكون هذه المرة الأولى التى يدعو فيها مسئولون سياسيون كبار النساء إلى ضرب أزواجهن أو إرغامهمن على فعل بعينه. حدث ذلك الأسبوع الماضى فى يومين متتاليين، ولكن فى سياقين مختلفين. حضر حوربال بهارجانا الوزير فى حكومة ولاية مادهيا براديش الهندية حفل زواج جماعى، وتحدث عن مشكلة العنف الأسرى، ونصح العرائس المحتفل بزفافهن بالتصدى له، ثم أعطى كلاً منهن عصا لهذا الغرض. وُزعت العصى فى صورة هدايا على كل منها رسالة تقول إنها هدية لضرب الأزواج المعتدين. وفسر الوزير هذه الدعوة بأنها مبادرة لتسليط الضوء على قضية العنف الأسرى الذى يحدث غالباً بسبب إدمان الأزواج الكحول، ولتأكيد حق الزوجات فى الدفاع عن أنفسهن حال تعرضهن للضرب.

ولم تكن هذه مزحة، بل سياسة قال إنه يريد أن يختبرها للتوسع فيها إذا حققت نتيجة إيجابية0 ولكن الدعوة الثانية كانت مزحة من جانب رئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلول، حيث دعا النساء إلى إرغام أزواجهن على الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية التى أُجريت الخميس الماضى. كان ذلك فى لقاء انتخابى خُصص للنساء فى مدينة سطيف فى آخر أيام الحملة الانتخابية. فقد تحدث عن أخطار العزوف عن المشاركة، وحث النساء على عدم الاكتفاء بالإدلاء بأصواتهن، وطالبهن بإيقاظ أزواجهن مبكراً يوم الاقتراع, وتهديدهم بعدم تقديم قهوة الصباح لهم إذا تكاسلوا. ونُقل عنه نصاً: (ينبغى أن تكن واقفات مجندات للاستحقاق يوم إجرائه، وعليكن أن تجرجرن أزواجكن عندما تخرجن إلى الانتخابات). والجامع بين الحالتين على اختلافهما أن الإخفاق فى معالجة أزمة ما قد يدفع إلى التعامل معها بطريقة تؤدى إلى تفاقمها أو تخلق أزمة أخرى.

فالعنف الأسرى ضد النساء لا يُحل بعنف مضاد، فضلاً عن أن دور الحكومات منع العنف ومحاسبة من يُقدم عليه، وليس الحث على أخذ الحق باليد. كما أن مشكلة ضعف الإقبال على الانتخابات لا تُحل بخلق حالة تعبئة فى أوساط النساء، ولو على سبيل المزاح، لأنه قد يلحق الضرر بالعلاقات الأسرية. فهذه مشكلة موضوعية لا تجدى فى حلها النصائح وأساليب الوعظ السياسى أو التهديدات بأشكالها المختلفة، بل تُحل عن طريق توفير الظروف والأجواء الجاذبة للناخبين حين يوقنون بأن لأصواتهم قيمة حقيقية.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سياسة» ضرب الأزواج «سياسة» ضرب الأزواج



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia