رواية تصحح تاريخا
أخر الأخبار

رواية تصحح تاريخا!

رواية تصحح تاريخا!

 تونس اليوم -

رواية تصحح تاريخا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يدرك قارئ رواية الكاتب الجزائرى أمين الزاوى الجديدة الخلان، رسالتها فور شروعه فى قراءتها. تدافع الرواية، الصادرة عن منشورات ضفاف و منشورات الاختلاف، عن قيمة المواطنة، وتضعها فوق الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية واللغوية. وتحث بالتالى، على احترام التعدد والتنوع فى المجتمع، وقبول الآخر واحترامه، وتعلى شأن التعايش، والتسامح.
  الرسالة واضحة تمام الوضوح. أبطال الرواية الأساسيون, مسلم (رشدى)، ومسيحى (أوغسطين)، ويهودى (ليفى)0 جمعتهم مشاركتهم فى ثورة الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى، بوصفهم شركاء فى وطن واحد يعملون لتحريره. وهؤلاء هم الخلان، أى الأصدقاء المخلصون، الذين التقوا لمقاومة الاحتلال فى مدينة وهران حيث تدور أحداث الرواية، خلال الفترة من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى استقلال الجزائر فى مطلع الستينيات.

ولا يخفى المعنى المقصود من اختيار اليهودى ليفى ليكون هو شهيدهم فى هذه المقاومة. فإذا قدم اليهودى حياته فداءً للجزائر، فى لحظة كان يهود البلاد العربية متهمين فى وطنيتهم عقب إعلان قيام إسرائيل، فهذا أقوى دليل على قيمة المواطنة، التى يسعى المؤلف إلى تأكيدها، وينبه فى الوقت نفسه إلى تراجعها بعد ذلك. وهو يرمز لهذا التراجع برفض دفن رفاة ليفى فى مقبرة الشهداء، التى أُنشئت بعد الاستقلال.

لكن إعلاء قيم المواطنة والتعايش واحترام الآخر ليس الهدف الوحيد الذى قصده الزاوى فى هذه الرواية. يقصد، أيضاً، إعادة كتابة تاريخ الجزائر من خلال عمله الأدبى. ولا يلاحظ هذا المقصد إلا من لديه إلمام بالاتجاه العام لما يمكن أن نسميه التاريخ الرسمى، ويتأمل فى المقابل طريقته فى سرد الأحداث الأساسية فى المرحلة التى شهدت انطلاقة ثورة التحرير وانتصارها.

ومع ذلك، لم يقع المؤلف فى أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه روائى فى مثل هذه الحالة، وهو التحول إلى مؤرخ0 فقد سعى إلى تقديم روايته لتاريخ مرحلة من خلال سرد أدبى ممتع، وليس عبر توثيق هذا التاريخ، وفى إطار البناء الدرامى الذى صنعه.

ولذلك قدم، كما فعل دائما، عملاً روائياً مكتمل المقومات0 وسعى، فى الوقت نفسه إلى تقديم روايته لبعض الأحداث التاريخية، دون أن يخل بمقتضيات هذا العمل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية تصحح تاريخا رواية تصحح تاريخا



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 11:01 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

قصة حب عمرها 7 سنوات تنتهى بعد أسبوع جواز

GMT 09:49 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

التونسية أنس جابر تتراجع الى المركز العاشر عالمياً

GMT 05:21 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والإدارة والتنمية

GMT 09:50 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 10:27 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

التونسي أحمد الحفناوي يتصدّر غلاف مجلة فوغ مان أرابيا

GMT 21:09 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

اهتمامات الصحف الجزائرية الأحد

GMT 06:38 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

توقعات أحوال الطقس في تونس الجمعة

GMT 04:06 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تدرس ضوابط استيراد السيارات الكهربائية

GMT 13:59 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

زلاتان إبراهيموفيتش يتعرض لإصابة جديدة في تمرين ميلان

GMT 09:13 2021 السبت ,20 آذار/ مارس

العلم التونسي رمز سيادة تونس واستقلالها

GMT 11:28 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

فساتين سهرة محتشمة موضة شتاء 2021 بتوقيع أشهر العلامات
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia