ترشيد الدعم
أخر الأخبار

ترشيد الدعم

ترشيد الدعم

 تونس اليوم -

ترشيد الدعم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما يذهب أى مقدار من الدعم المخصص للسلع والخدمات إلى غير مستحقيه، يصبح ظلما لمن يستحقه. وهذا ما حدث على مدى عدة عقود إما لعدم وجود وسائل للتحقق من مستوى معيشة من ينالون هذا الدعم، أو لغياب الإرادة السياسية اللازمة لتصحيح الخطأ المترتب على إنفاق موارد فى غير محلها.

 وجاء قرار استبعاد من لا يستحقون بطاقات التموين أخيرا لترشيد الإنفاق على الدعم، ويصحح خطأ كان تصويبه ضرورياً منذ فترة طويلة. غير أن هذا القرار ينبغى أن يكون خطوة أولى، وليست أخيرة، وأن يعقبه قرار ثان لتعديل بعض المعايير التى يتضمنها.

بعض هذه المعايير لا يكفى لتحديد من لا يستحق الدعم، مثل معدل استهلاك الكهرباء، والهاتف المحمول. وفق المعايير الحالية، يُستبعد من يزيد استهلاكهم الكهرباء على ألف كيلووات شهريا. وهذا معدل كبير للغاية لا يبلغه فى شهور الصيف إلا من لديهم عدة أجهزة تكييف يعمل اثنان منها معظم الوقت، إلى جانب الأجهزة الكهربائية الأخرى. وليس معقولا أن من يدفع تسعمائة وخمسين جنيها لاستهلاك الكهرباء يحتاج دعماً قيمته 60 أو 70 جنيها.

وقل مثل ذلك عن استهلاك الهاتف المحمول. فالمعيار الحالى هو استبعاد من يزيد استهلاكهم على ألف جنيه شهري، أى من يستخدمه لساعات طويلة كل يوم، كما أن قيمة الاستهلاك الحقيقى على صعيد الهاتف المحمول تُقاس بعدد الهواتف الموجودة لدى أفراد الأسرة كلهم.

ولذا، يصبح المعيار أكثر عدلا فى الحالتين عندما يُستبعد من يزيد استهلاكهم من الكهرباء على 500 كيلووات شهريا، أو 600 على الأكثر، ومن يتجاوز استهلاكهم الهاتف المحمول المبلغ نفسه. ومن الضرورى إعادة النظر فى المعيار المتعلق بالوظائف العليا، لأنه يتضمن استبعاد وكلاء الوزارات. وهذا معيار بيروقراطى، وليس واقعياً، لأن وكيل الوزارة الشريف والأمين يعتبر ضمن محدودى الدخل عندما نحسب القيمة الحقيقية لما يحصل عليه فى ضوء معدلات الأسعار الراهنة0 كما أن حصر معيار التحاق الأبناء بالمدارس الأجنبية منها فقط ليس مفهوما، لأن بعض المدارس الخاصة تزيد مصاريفها على المبلغ المحدد ضمن هذا المعيار، وهو 30 ألف جنيه للابن الواحد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترشيد الدعم ترشيد الدعم



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 00:03 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

احمد فتحي يغيب عن تدريبات الأهلي المصري بسبب الإصابة

GMT 22:03 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

تعرفي على عطور قديمة لا تزال في "ذاكرة النساء"

GMT 19:08 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الجزائري مبولحي يخضع لبرنامج تأهيلي في فرنسا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia