ماذا تعنى برامج المقالب

ماذا تعنى برامج المقالب؟

ماذا تعنى برامج المقالب؟

 تونس اليوم -

ماذا تعنى برامج المقالب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تُمثَّل برامج المقالب، التى يذهب صانعو معظمها إلى أبعد مدى فى استخدام أكثر وسائل الإثارة تدنياً لاعتقادهم أنها تحقق معدلات مشاهدة مرتفعة، أحد التعبيرات عن بعض الأعراض المرضية فى مجتمعنا. وفضلاً عن انتهاك بعض أهم قواعد العمل الإعلامى وأخلاقه والمواثيق التى تحكمه فى أى بلد، تجسد هذه البرامج جملة أعراض مرضية مثل العنف اللفظى والبدنى، والتحايل والتدليس، والإسفاف والابتذال، والهروب من الواقع.

ولذلك ربما يتيسر وقف هذا النوع من البرامج عندما نرسخ القواعد والمعايير العالمية فى تنظيم العمل الإعلامى, ونستطيع تطبيقها على الجميعً بدون انتقاء أو استثناء. ولكن هذا لن يكون إلا حلاً لمشكلة مرتبطة بواحد فقط من تجلياتها، وهو ظهورها عبر بعض وسائل الإعلام.

أما الأعراض نفسها فتبقى مستمرة سواء فى الإعلام فى أشكال وصور أخرى قد يكون بعضها برامجية أيضاً، ولكن فى مجال «التوك شو» مثلاً، أو فى التفاعلات الاجتماعية، وفى العلاقات بين أفراد ومجموعات مختلفة.

ويتطلب الحد من هذه الأعراض عملاً منهجياً يهدف الى معالجة الاختلالات المجتمعية التى تنتجها. وعندما يسترد المجتمع صحته، تنتهى الأعراض المرضية التى تظهر فى أشكال مختلفة مثل برامج المقالب التى لا تقتصر على مصر، بل توجد فى بلدان عربية أخرى تقترب ظروفها من أوضاعنا. ويثير أحدها فى الجزائر جدلاً واسعاً ويتعرض لانتقادات كثيرة الآن، كما هو الحال مع برنامج مثل «رامز تحت الأرض» فى مصر، وخصوصاً بعد الحلقة التى تعرض فيها الكاتب الكبير رشيد بوجدرة لمقلب شنيع سبب له الكثير من الأذى.

فما أن بدأت الحلقة حتى اقتحم عدد من الشباب الاستوديو منتحلين صفة رجال أمن، بدعوى أنه مطلوب للتحقيق فى جرائم ارتكبها، بل شرعوا فى إجراء هذا التحقيق وتوجيه تهم رهيبة ضده مثل التخابر لمصلحة دول أجنبية وتقديم معلومات لها، والطعن فى الأديان، والتحريض على الإلحاد والكفر. وكان المشهد محبوكاً إلى حد أن بوجدرة لم ينتبه إلى عدم منطقيته، فأصابه الفزع وحاول الدفاع عن نفسه بينما تمادى المقتحمون فى تعنيفه إلى حد الإهانة، وليس الترويع فقط.

والحال أن مثل هذه البرامج ليس إلا أحد الأشكال التى تتجلى فيها أعراض بعض الأمراض المجتمعية التى تتفاقم كلما طال أمد إغفال مسبباتها.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تعنى برامج المقالب ماذا تعنى برامج المقالب



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia