ليت الأزهر يرفض

ليت الأزهر يرفض

ليت الأزهر يرفض

 تونس اليوم -

ليت الأزهر يرفض

بقلم: د. وحيد عبدالمجيد

يستحق الأزهر الشريف، وشيخه الجليل د. أحمد الطيب، أكثر من تحية. جهود متزايدة، ومواقف مستقيمة تجاه قضايا دينية ووطنية وعروبية وإسلامية، تُبشَّر باستعادة الأزهر مكانته التى تراجعت لأسباب عدة ليس هنا مجالها. ولكن أحد هذه الأسباب انشغال الأزهر بما لا يصح أن يشغله عن دوره الذى يتطلب عملاً دؤوباً فى مرحلة بالغة الدقة تمر فيها منطقتنا.

وأحد ما ينشغل به الأزهر، أو يُشغل به، ويخصم من جهده ومكانته، وليس من صورته فقط، تقييم أعمال إبداعبة, فنية وغيرها. ورغم أن تدخل الأزهر فى هذا المجال تناقص فى الفترة الأخيرة، مازالت بلاغات يقدمها كارهو الإبداع ضد أعمال فنية تفتح أبواباً لإقحامه فى مراقبة هذه الأعمال. وهذا ما حدث مُجدَّداً عندما قُدم بلاغ ضد فيلم «شيخ جاكسون» رغم اختياره لتمثيل مصر فى فرع الفيلم الأجنبى ضمن مسابقة الأوسكار الأمريكى، وحصوله على ترخيص رسمى، وعرضه فى دور السينما0 ومع ذلك فُتح تحقيق فيه، وأُحيل إلى الأزهر لمعرفة هل يُسىء إلى الإسلام من عدمه. وهذا إقحام للأزهر ينبغى وضع حد له للمحافظة على مكانته، ولكى يظهر فى الصورة المنيرة التى يستحقها، ويتطلبها تفعيل دوره فى العالم، ولضمان احترام الإسلام أيضاً لأن الزعم بأن عملاً إبداعياً يلحق ضرراً بالدين، إنما هو أكبر إساءة له.

الإسلام أكبر من أن يؤثر فيه أى عمل فنى أو غيره، وللأزهر أدوار، وعلى عاتقه مسئوليات ينبغى أن تكون لها أولوية فى عمله. وإذا حدث أن فيلماً أو أى عمل إبداعى أساء إلى الإسلام، أو أى من الأديان، فالقضاء هو الذى يفصل فى ذلك مسترشداً بلجان متخصصة، تضم خبراء موثوقاً بهم، لأن لكل مجال من مجالات الإبداع مناهجه وأدواته وقواعده التى ينبغى الإلمام بها قبل الحكم على هذا العمل أو ذاك. وليس فى إمكان غير المتخصصين والخبراء تقييم دلالة أى تعبير فنى، لأنه ينطوى على خيال ومجاز. ولذلك كله، نأمل أن يتخذ الأزهر موقفاً أكثر وضوحاً ينتصر فيه لمبدأ احترام التخصص، ويُعلى من خلاله قيمة الحرية، ويعتذر عن مراجعة أعمال فنية، ويطلب عرضها أولاً على متخصصين موثوق فى علمهم, وفى حرصهم على المصلحة العامة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليت الأزهر يرفض ليت الأزهر يرفض



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia