رسالة نصر الله التائهة

رسالة نصر الله التائهة!

رسالة نصر الله التائهة!

 تونس اليوم -

رسالة نصر الله التائهة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يتميز المخرج الكبير يسرى نصر الله بأنه صاحب رؤية يطرحها من خلال السينما. ولذلك فأهم ما يثيره فيلمه الجديد «الماء والخضرة والوجه الحسن» هو عن الرؤية التى يحملها. فهل هو من أفلامه التى تقدم رسالة هادفة، وهل يمكن أن يدرك هذه الرؤية مشاهد مستغرق فى تفاصيل كثيرة يفترض أنها تعبير عن صراع بين عائلتين إحداهما ثرية والثانية مستورة، بينما معنى هذا الصراع تائه وسط تلك التفاصيل، وفى دروب علاقات الحب المتشعبة بين أبنائهما؟ وإلى أى مدى ينسجم هذا النوع من السيناريو الذى يُكَّثف معظم الأحداث فى يوم واحد مع الأفلام التى تتضمن رسالة معينة، وكيف يقبل مخرج كبير حواراً يتورط جزئياً فى المباشرة الشديدة ثم لا يستغل ذلك لتقليل الغموض المحبط برسالته؟.

لابد أن تأخذ أى محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة فى الاعتبار المستوى الثقافى العام فى المجتمع، لكى يمكن تصور ما الذى يمكن أن يخرج به معظم مشاهدى هذا الفيلم.

وليس غضب بعض أهالى بلقاس بالدقهلية، الذين لم يفهموا من الفيلم الذى تدور أحداثه فى بلدتهم، إلا ما اعتبروه إهانة لهم ولها، الا دليل على أن رسالته تاهت فى الطريق ولم تصلهم0 أما أغلبية المشاهدين فقد لا يلفت انتباههم فى الفيلم سوى قصص حب متنوعة يكافح طرفا كل منها لكى تكتمل فى ظروف صعبة.

ففى ثنايا الصراع العائلى الذى يمثل ركيزة البناء الدرامى للفيلم، توجد قصص حب متنوعة بين أبناء وبنات العائلتين. ويُعاد من خلال هذه القصص إنتاج «قيمات» قديمة مستهلكة عن الثرى الذى يرفض اقتران أى من أبنائه بمن هم أدنى اجتماعياً، وتأثير الكراهية بين العائلات على مصائر أبنائها وبناتها.

ولكن هذا مجرد جزء صغير من تفاصيل كثيرة يتوه فى ثناياها جوهر رسالة الفيلم بشأن الصراع بين من يعملون ويكافحون وينتجون، ومن يملكون الثروة ولا يشبعون ويريدون الاستيلاء على مصادر رزق أولئك المنتجين المكافحين. ويالها من رسالة بالغة الأهمية فى اللحظة الراهنة، ولكنها للأسف تائهة ضائعة فى ثنايا الفيلم بدرجة تجعل التقاطها صعباً على كثير من المشاهدين، ومستحيلاً على أكثرهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة نصر الله التائهة رسالة نصر الله التائهة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia