ليست صغيرة

ليست صغيرة

ليست صغيرة

 تونس اليوم -

ليست صغيرة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى الالتباسات فى موضوع المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر فى مصر رغم أن إلقاء نظرة على التجارب العالمية فى هذا

المجال يكفى لتوضيح ما يؤدى غموضه إلى مثل هذه الالتباسات، فهناك اعتقاد لدى غير قليل من المسئولين فى الوزارات الاقتصادية والبنوك بأن المشاريع الصغيرة تحظى باهتمام كبير بالفعل. ولكن حين تتأمل ما يقولونه تجد أنهم يتحدثون عن شىء آخر. تحدث أحد كبار المسئولين فى البنك الأهلى على سبيل المثال قبل أيام عن أن هذا البنك وحده قدم قروضا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة قيمتها 3.5 مليار جنيه خلال الفترة الماضية.

والرقم كبير بالفعل، ويكفى لإقامة عدد هائل من المشاريع الصغيرة والمتوسطة قد يصل إلى 30 أو 40 ألفا فى حالة ربط هذه المشاريع بمنظومة متكاملة.

لكن عندما يقول المسئول الكبير فى البنك الأهلى فى التصريح نفسه إن القروض التى بلغت 3.5 مليار جنيه قُدمت إلى خمسة آلاف عميل فقط، فهذا يعنى أن كلاً منهم حصل على قرض قيمته ستمائة ألف جنيه فى المتوسط العام، وهذا دليل واضح على وجود التباس بشأن مفهوم المشروع الصغير والمتوسط، وغياب مفهوم المشروع المتناهى الصغر بشكل كامل. فالمشروع الذى يبدأ برأسمال ستمائة ألف جنيه لا يمكن أن يكون صغيرا، ولا متناهى الصغر بالطبع، كما أن الكثير من المشاريع المتوسطة يقل رأسمالها عن هذا المبلغ.

وربما يستغرب البعض إمكان إقامة مشاريع إنتاجية بمثل هذا المبلغ، لأن ثقافتنا السائدة عن المشاريع الصغيرة تتركز فى «الأكشاك» غير أن المقصود هنا الورش الصغيرة التى يتخصص كل منها فى منتج صناعى آلى (عصر فواكه أو تجفيف خضر أو منتجات ألبان مثلاً) أو يدوى، ومزارع تربية الدواجن والأرانب وما إلى ذلك، وغيرها من المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.

والمهم هو ربط هذه المشاريع فى كل مركز، ثم على مستوى المحافظة، بمنظومة واحدة من خلال خطة تتضمن المشاريع التى سيتم تخصيص القروض لها، حتى لا يُترك المقترض للتجربة والخطأ بشكل عشوائى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست صغيرة ليست صغيرة



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia