ضحالة مسلسلات رمضان

ضحالة مسلسلات رمضان

ضحالة مسلسلات رمضان

 تونس اليوم -

ضحالة مسلسلات رمضان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كُتب الكثير فى الأيام الماضية عن الابتذال فى عدد غير قليل من مسلسلات شهر رمضان. ولكن الابتذال ليس إلا أحد التداعيات التى تترتب على ضحالة أى عمل يُفترض أنه إبداعي، ولكنه يخلو من الإبداع أو لا يوجد فيه إلا القليل منه. 

فقد أصبح غياب الإبداع، أو ضعفه، الخطر الأكبر الذى يهدد ما بقى من قوة مصر الناعمة التى كانت الدراما التليفزيونية أحد أهم مكوناتها. وينعكس ذلك فى ظواهر عدة منها ازدياد الميل إلى الاقتباس أو الاستلهام أو إعادة إنتاج فكرة أو «تيمة» إذا استخدمنا أكثر التعبيرات لُطفاً فى هذا المجال. 

ولا يقتصر الاقتباس هذا العام على أعمال أجنبية. فقد وصل الإفلاس إلى حد إعادة إنتاج «تيمات» استُخدمت مرات فى أفلام ومسلسلات مصرية من قبل، وصارت مستهلكة حتى النخاع، فضلاً عن تغير الزمن الذى كان بعضها فيه يبدو مُسلياً. ولذلك جاء مسلسل «عفاريت عدلى علام» باهتاً للغاية، ومفارقاً لزمننا، حيث »سلا بنت الأسد الغضوب« أو عفريتة عادل إمام فى هذا الفيلم هى كهرمانة فى فيلم «عفريتة هانم» عام 1949، و«كيتى» فى فيلم «عفريتة إسماعيل ياسين»عام 1954، و«هاميس» فى فيلم «عروس النيل» عام 1963. وفضلاً عن «تيمة» العفريتة المستهلكة، وجدنا إعادة إنتاج لـ«فقد الذاكرة فى عدد من المسلسلات مثل» عشم إبليس، و«الحصان الأسود»، و«الحالة ج». 

أما الاقتباس من أفلام ومسلسلات أجنبية فحدَّث ولا حرج، سواء فى الاسم مثل مسلسل «الـ.. لا لا لاند»، أو فى الشكل أو المحتوى فى عدد كبير من المسلسلات التى يكفى أن تشاهد حلقة أو لقطات من بضع حلقات قليلة منها حتى ينشط عقلك سعياً إلى تذكر فى أى فيلم شاهدت فكرة مماثلة أو مشاهد يُعاد إنتاجها0 وعندما يكون السيناريو ضعيفاً, وتزداد مشكلة الاقتباس حين يفتقر السيناريو والحوار إلى الحد الأدنى من التماسك0 وهذه آفة شائعة فى مسلسلات هذا الموسم. 

فلكى تصنع عملاً مقتبساً جيداً, لابد أن تتوافر عناصر إبداعية غير القدرة على تقديم أفكار جديدة, كما هو الحال فى مسلسل «حلاوة الدنيا» المقتبس من عمل إسبانى. فقد تمكن صانعو هذا المسلسل من تقديم دراما اجتماعية إنسانية قوية بفضل جودة الحوار، وبراعة أداء معظم الممثلين ونضجهم على نحو أتاح الوصول إلى عقل المشاهد وقلبه فى آن معاً. 

المصدر: صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحالة مسلسلات رمضان ضحالة مسلسلات رمضان



GMT 08:45 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

موقعة إنجليزية فى مدريد

GMT 07:24 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

أطفال تُعساء زى الفل!

GMT 08:29 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أبعاد أزمة هواوى

GMT 07:38 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

فضيلة تفهم الدوافع

GMT 07:57 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ظاهرة «الفاجومى» علميا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia