الظاهرة الكرواتية

الظاهرة الكرواتية

الظاهرة الكرواتية

 تونس اليوم -

الظاهرة الكرواتية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كسب منتخب كرواتيا قلوب معظم محبى كرة القدم فى العالم, وعقولهم أيضاً, رغم خسارته بطولة المونديال. ونجح فى رسم صورة مشرقة لدولته التى صارت حديث العالم منذ صعوده إلى دور ربع نهائى المونديال، وحضور رئيستها كوليندار كيتاروفيتش مباراة ذلك الدور التى فاز فيها على المنتخب الروسى. وعرف كثيرون فى العالم عن هذه الدولة للمرة الأولى عن طريق منتخبها.

ولكن غير قليل من وسائل الإعلام بالغ فيما نقله عن رئيستها، ربما بسبب الانهيار بأدائها فى تشجيع منتخبها. أما وسائل التواصل الاجتماعى فقد حفلت بكلام غير دقيق عن إنجازات خارقة حققتها، وسياسات رائعة اتبعتها.

وليس هذا انتقاصاً منها، لأن أداءها السياسى يثير الإعجاب، مثلما يدفع أسلوبها فى تشجيع منتخب بلدها إلى الانبهار. ولكن نظام الحكم فى كرواتيا برلمانى، أى إن رئيس الحكومة هو رأس السلطة التنفيذية، وليس رئيس الجمهورية. ولذلك فليست هى التى ترسم السياسات الاقتصادية والتجارية والمالية. كما أن سلطتها لا تسمح باتخاذ قرارات مثل بيع سيارات حكومية فاخرة يقال إنها قررت بيعها.

غير أن التضامن الحميم الذى أبدته مع منتخب بلدها، وأسلوبها فى تحية لاعبيه, جديدان فى العلاقة بين رؤساء الدول ومنتخباتها فى العالم. ولذلك أصبحت جزءاً مما يُعرف الآن بالظاهرة الكرواتية، التى جعلت منتخباً, لم يتوقع أحد أن يبلغ الدور ربع او نصف النهائى, قاب قوسين أو أدنى من إضافة اسم جديد إلى الأسماء الكبيرة فى تاريخ المونديال.

ويقترن بروز الظاهرة الكرواتية فى عالم كرة القدم بسقوط ظاهرة النجم الأكبر، أو الأوحد، بعد خروج المنتخبات الكبيرة التى اعتمد كل منها على مثل هذا النجم. وربما نكون الآن فى بداية مرحلة إعادة تأكيد الطابع الجماعى لكرة القدم، والاعتماد على عدد من اللاعبين المميزين المتساوين. وإذا صح هذا التقدير، يكون كل لاعب قد أسهم فى صناعة الظاهرة الكرواتية, وليس فقط الأسماء الأكثر شهرة مثل موديتريتش، وبرزيسيتش، وماندزوكيتش، وراكيتيتش. ولكنهم واجهوا فى النهائى منتخباً مماثلاً من حيث إنه يلعب كفريق متناغم لكل لاعب فيه دور لا يقل أهمية عن غيره, ولكن مديره الفنى أكثر خبرة ويعرف الطريق إلى الفوز دون أداء مقنع.

المصدر : الأهرام
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظاهرة الكرواتية الظاهرة الكرواتية



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia