اشتراكية ضد النخبوية

اشتراكية ضد النخبوية

اشتراكية ضد النخبوية

 تونس اليوم -

اشتراكية ضد النخبوية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يكن محررو مجلة «الإيكونومست» أول من استخدم تعبير اشتراكية جيل الألفية. ولكن اختيارهم هذا التعبير عنواناً رئيسياً لغلاف عدد المجلة الصادر فى 16 فبراير الماضى أدى إلى ازدياد الاهتمام بظاهرة الاشتراكية الجديدة الآخذة فى الانتشار فى أوساط الشباب فى أوروبا وأمريكا، وخصوصاً من تقل أعمارهم عن 30 عاماً.

  ويبدو أن صعود الاشتراكية مجدداً يُدهش من تصوروا أنها انتهت إلى الأبد. وهذا ما فهمتُه من رسالة تلقيتها من المهندس أسامة عز العرب تعليقاً على ما ورد فى الاجتهاد المنشور فى 25 فبراير الماضى حول هذه الاشتراكية. ويمكن تلخيص هذا التعليق فى أن الحديث عن اشتراكية جديدة ليس إلا محاولة لإعادة الاعتبار إلى ما ثبت فشله فى تحقيق العدالة الاجتماعية. غير أن حصر الاشتراكية فى فكرة العدالة الاجتماعية يختزلها فى بُعد واحد من أبعادها. ربما كان هذا البُعد هو الأكثر أهمية فى الاتجاهات الاشتراكية التقليدية. لكن البُعد الرئيسى فى الاشتراكية الجديدة يتعلق بدور أفراد المجتمع فى المجال العام بمختلف جوانبه.

المسألة الأساسية فى الاشتراكية الجديدة ليست الموقف تجاه الرأسمالية، بل إزاء النخبوية السياسية والاجتماعية. والجديد فيها أنها ضد هيمنة نخب محدودة على المجال العام، حتى إذا كانت منتخبة فى أكثر نظم الحكم ديمقراطية. ورغم عدم وجود مرجعية فكرية محددة للاشتراكية الجديدة، فالقاسم المشترك بين الحركات والاتجاهات التى تتبناها هو العمل من أجل تحرير مساحات متزايدة فى المجال العام من احتكار النخب السياسية القديمة بما فيها الاحزاب الاشتراكية، ووضع حد لسطوة الثروة.

وكلمة «أوليجاركية»، أى حكم القلة أو النخبة، شائعة فى خطاب الاشتراكية الجديدة. فكل مجتمعات العالم لا تزال، وفق هذا الخطاب، «أوليجاركية» من الناحية الفعلية. والديمقراطية، لدى الاشتراكيين الجدد، ليست مجرد نظام حكم، بل نمط حياة.

والمعيار الأساسى لما يصح اعتباره ديمقراطية، فى هذا السياق، هو مدى تطور المجتمع باتجاه مواطنة حقيقية، لا شكلية. فليست ديمقراطية تلك التى تُتيح للنخب أن تعيد إنتاج نفسها بدعم من الطبقات الأكثر ثراء، فى ظل ما يسميه بعض الاشتراكيين الجدد تحالفاً بين حكم النُخب وسلطة السلع.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتراكية ضد النخبوية اشتراكية ضد النخبوية



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia