نزف منى حلمى

نزف منى حلمى!

نزف منى حلمى!

 تونس اليوم -

نزف منى حلمى

د. وحيد عبدالمجيد

حزن ما بعده حزن هو الطابع السائد فى ديوان الأديبة المثقفة متعددة المواهب منى حلمى «رجل أنزفه حتى آخر العمر». ولكن المفارقة فى هذا الديوان الجديد هو أن الحزن الذى يسوده يتحول فى ظل حالة الشاعرة الوجدانية إلى رضا شديد، بل صار مصدراً لنوع من السعادة، ربما بسبب التعود عليه.

فى هذا الديوان تعبير قوى عن وفاء نادر للراحل محمد فتوح الذى حزنت عليه الشاعرة مثلما لا تحزن كثير من النساء لرحيل أزواجهن وأحبائهن. ورغم أن الديوان المُهدى إليه ليس عنه بشكل مباشر، فهو مُلهمها الوحيد فيه.

وفى هذا الديوان أيضاً صدق ليس جديداً بالنسبة إلى أديبة متسقة مع نفسها، ومتحررة مما يدفع الكثير من المثقفين إلى مواءمات يتنازلون عبرها عن مبادئهم أو بعضها، ويتخلون عن دورهم أو غير قليل منه.

وتخبرنا هذه المرة بأنها صارت أكثر تحرراً بعد رحيل محمد فتوح: (مذلة البشر أمران-الرغبة فى حياة أجمل، والرغبة فى حياة أطول وقد حررنى موتك من الأمرين). وربما تجد فى ذلك نوعا من السعادة, رغم ما تشعر به من شقاء وصل إلى مستوى تعبر عنه بقولها (أسوأ الكوابيس أراها وأنا لستُ نائمة).

غير أن هذه الحالة تصل إلى حد اللامبالاة بالحياة نفسها، بل بالمعنى الذى يضفيه الإنسان على هذه الحياة ويضيفه إليها0 وهى تغضب حين لا تجد نفسها فى هذه الحالة: (وعدتً نفسى ألا أعطى الحياة معنى وأضبط نفسى متلبسة بالخيانة العظمى).

ولكن إعطاء الحياة معنى، والسعى اليه مهما كانت المحن هو ما يؤدى عبر تراكمات طويلة يساهم فيها كثير من البشر إلى تقليل أسباب الحزن والشقاء على المستويين الخاص والعام. وهما مستويان لا ينفصلان حتى فى ظل أشد المحن الخاصة، بدليل حضور المجال العام فى هوامش صغيرة من هذا الديوان، بخلاف ديوانها (سابحة إليك تحت التراب) الذى امتزج فيه ألمها الخاص بالحلم فى (وطن لا يخنق النساء ولا يخشى القمر ولا يرجم السماء وطن برىء من حبس العصافير..).

ولا نجد مثل هذا الامتزاج فى ديوانها الجديد الذى يبدو المجال العام فيه هامشياً ومتشحاً برداء كثيف من اليأس حتى من إمكان تحقيق العدل وتكافؤ الفرص فى الحياة: (عند الموت يتساوى البشر للمرة الأولى والأخيرة فياله من ثمن حتى نحظى بالعدل).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزف منى حلمى نزف منى حلمى



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia