مسكينة هى المرأة

مسكينة هى المرأة

مسكينة هى المرأة

 تونس اليوم -

مسكينة هى المرأة

وحيد عبد المجيد

هذا مجتمع يستدعى المرأة عند الحاجة، ويصرفها عندما لا يحتاج إليها, ويتحرش بها بعض أفراده تعويضا عن شعورهم بعدم حاجة المجتمع اليهم وتهميشهم. إنه المجتمع الذكورى الذى يقوم على تقاليد لا صلة لها بالعصر، ولا بالأديان أيضاً. تضع هذه التقاليد المرأة فى مرتبة أدنى فى الأغلب الأعم. ولذلك لا تلقى المرأة ترحيباً فى ظل هذه التقاليد إلا عند الضرورة.
وهذا هو ما حدث فى الانتخابات الرئاسية التى أنقذتها المرأة المصرية فعلياً وفق المؤشرات الأولية لمعدلات تصويت الفئات الاجتماعية المختلفة. فلا يكون المجتمع الذكورى مستعداً للتسامح مع حضور قوى للمرأة يقترن بتحرر لحظى من تقاليده المتخلفة إلا عند الحاجة أيضاً. ولذلك لم ينزعج المجتمع الذكورى من تعبير نساء عن فرحتهن بالغناء والرقص أمام بعض لجان الاقتراع طالما أنه فى حاجة إلى ذلك.
وليست هذه هى المرة الأولى التى يحتفى فيها المجتمع الذكورى بحضور المرأة فى المجال العام بسبب شدة حاجته إلى هذا الحضور. فقد حدث مثل ذلك فى الاستفتاء على الدستور الحالى فى يناير الماضى. وقد أقبلت المرأة على المشاركة بكثافة فى الانتخابات الرئاسية لأن آمالها مازالت قائمة فى مساواة فعلية فى كل وقت وليس فقط عند الحاجة اليها. لم يصبها الإحباط الذى نال الكثير من الشباب رغم أنها لم تنل بعد الحقوق المتساوية التى نص عليها الدستور الجديد.
ومع ذلك أقبلت على الانتخابات الرئاسية أملاً فى أن يبدأ تفعيل هذا الدستور بعدها، واعتقاداً فى أن الاضطراب الذى حدث فى الشهور التى مضت منذ إقراره هو الذى تسبب فى تجميده.
وأول ما تنتظره المرأة المصرية، التى تعتبر مسكينة حتى عند مقارنتها بالنساء حتى فى بعض البلاد العربية، هو أن تكون مواطنة كاملة المواطنة يحترم المجتمع حقوقها الشخصية كما السياسية والمدنية طول الوقت، وليس فقط عندما يحتاج إليها الرجال سواء فى الحياة الخاصة أو فى المجال العام.ومن هذه الحقوق حمايتها من العنف الذى تتعرض له.
وهذا هو ما نص عليه الدستور المعطل فعليا حتى الآن, والذىمازالت المرأة تأمل فى تفعيله بدءا بالانتخابات النيابية التى نستكمل غدا التفكير فى موقع المرأة فيها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسكينة هى المرأة مسكينة هى المرأة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia