القُرى فى الانتخابات

القُرى فى الانتخابات

القُرى فى الانتخابات

 تونس اليوم -

القُرى فى الانتخابات

د. وحيد عبدالمجيد

بعد أن بدأ العد التنازلى للانتخابات النيابية, ازدادت التحركات الهادفة الى تحقيق تفاهمات بين قرى متجاورة للاتفاق على مرشحين يتم دعمهم0 وهذا هو العمق الحقيقى للعملية الانتخابية فى ظل نظام الاقتراع الفردي,  وخاصة حين تكون معظم الدوائر فى مناطق ريفية أو شبه ريفية. وكلما كانت هذه الدوائر أصغر مساحة، إزدادت أهمية الانتماءات العائلية والعصبيات. وتبدو هذه الظاهرة أكثر وضوحا فى الدوائر التى يخصص لكل منها مقعد واحد أو مقعدان. ولكنها تظل قائمة بدرجة أقل نسبياً فى الدوائر الأكبر التى يُخصص لكل منها ثلاثة أو أربعة مقاعد.

فقد ظهرت ملامح تكتلات يسعى مرشحون إلى اقامتها، ويضم كل منها قرية المرشح وقرية أخرى لم يترشح أحد من أبنائها، أو أكثر من قرية.وتمثل هذه التكتلات نمطاً تصويتياً يقوم على نوع من العصبية المعتمدة على ولاءات شديدة الضيق، والمرتبطة بانتماء إلى قرية ما (ابن بلدنا).

والحال أنه كان صعباً فى كثير من الانتخابات البرلمانية التى أُجريت فى العقدين السابقين على ثورة 25 يناير فهم مغزى نتائجها دون إدراك أبعاد هذا النمط الذى يرتبط بنظام الانتخاب الفردي، ويتوسع نطاقه كلما تراجع الطلب على السياسة فى المجتمع.

وعلى سبيل المثال، كان هذا النمط من أهم العوامل التى أفقدت الحزب الوطنى المنحل الأغلبية فى انتخابات 2000، حيث لم يتجاوز نسبة المقاعد التى حصل عليها 38٫8% قبل عودة الخارجين عليه الذين ترشحوا مستقلين إلى صفوفه.

فقد أخفق من اختاروا المرشحين حينئذ فى تقدير أوزان الراغبين فى الترشح من أعضائه، ولم يتنبهوا إلى أن المرشح الذى يعتمد على عصبية موالية له يمكن أن يكون أقوى من نظيره الذى يملك أموالاً طائلة. وقد تتفوق تكتلات عصبية قوية على المال الانتخابي، لأنها تنطوى على حافز أقوى للذهاب إلى لجان الاقتراع، فضلاً عن أن هذا الحافز ذاتى ويقترن فى معظم الأحيان بحماس للمرشح، بخلاف الحال عند التصويت لمجرد الحصول على مبلغ من المال. أما اذا اجتمع «الحسنيان», أى المال والعصبية, فقل على باقى المرشحين السلام0

ولذلك ينبغى على من يتابعون الانتخابات, سواء لنقل أخبارها أو لتحليل تطوراتها، أن يتنبهوا إلى التكتلات القروية التى تتشكل الان فى كثير من الدوائر.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القُرى فى الانتخابات القُرى فى الانتخابات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia