السلاح  والسياسة

السلاح .. والسياسة!

السلاح .. والسياسة!

 تونس اليوم -

السلاح  والسياسة

د. وحيد عبدالمجيد

مازال مشروع إنشاء قوة عربية مشتركة مشوباً بالغموض بعد اجتماع رؤساء أركان حرب القوات المسلحة قبل أيام.

 لم يكن متصوراً إزالة هذا الغموض والخروج برؤية متكاملة فى اجتماع واحد. ولكن كان مفترضاً أن نجد بداية لتبلور المشروع بصورة أولية، لأن وضوح صيغته النهائية يتطلب دراسة ونقاشاً.

ولذلك بقيت الأسئلة الأساسية والفرعية المطروحة منذ إعلان هذا المشروع، والتى أصبحت أكثر إلحاحاً بعد قرار القمة العربية بالموافقة عليه، كما هى. ولكن الأهم من ذلك هو أنه ليس معروفاً بعد ما إذا كان السؤال الرئيسى والأكثر جوهرية مطروحاً فى الدراسات الجارية، وهو سؤال السلاح والسياسة.

فإذا كان السلاح يمَّثل امتداداً للسياسة، يصبح السؤال المحورى بشأن أى عمل عسكرى هو الأساس السياسى الذى يستند عليه. ولذلك يصبح السؤال المركزى حول هذا المشروع هو عن الموقف السياسى العربى المشترك. فهل يمكن بناء قوة مشتركة ما لم يتوافر هذا الموقف تجاه القضايا الرئيسية فى المنطقة؟ وهل يوجد مشروع عسكرى بوجه عام بدون مشروع سياسى؟

وتزداد أهمية هذا السؤال فى ضوء وجود خلافات متفاوتة بين البلاد العربية تجاه الأزمات الأكثر انشغالاً فى سوريا وليبيا بصفة أساسية، وكذلك فى العراق.

ولما كان الهدف من تشكيل قوة عربية مشتركة هو التدخل السريع حين تقتضى الضرورة، يصبح الاتفاق على هذه الضرورة شرطاً لا غنى عنه لفاعلية أى تدخل. وينطوى الاتفاق هنا على ثلاثة مستويات. أولها يقتصر على تشخيص الوضع والإقرار بأنه يمثل خطراً. والثانى يشمل الاتفاق على أن هذا الخطر يوجب التدخل. أما المستوى الثالث فهو الاستعداد للمشاركة فى هذا التدخل فعلياً وليس فقط قبوله رسمياً أو دعمه لفظياً.

وتدلنا حالة عملية «عاصفة الحزم» على أن الاتفاق عند المستويين الأول والثانى لا يكفيان لبناء قوة عربية مشتركة حقيقية وليست شكلية. فقد حظيت هذه العملية باتفاق عربى واسع، ولقيت دعماً فى قمة القاهرة العربية. غير أن معظم من دعموها خطابياً لم يبدوا استعداداً لأية مشاركة عسكرية فيها، بينما ظلت مشاركة معظم البلاد التى أرسلت طائرات فى حدود رمزية.

ولذلك لابد من الانتباه إلى أن التفاهم على مشروع سياسى عربى يعد أكثر أهمية من الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنات اللازمة وغيرها من التفاصيل التى يبدو أنها هى التى تشغل الاهتمام الأساسى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلاح  والسياسة السلاح  والسياسة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia