الخلايـــــا الإرهابيــــة

الخلايـــــا الإرهابيــــة

الخلايـــــا الإرهابيــــة

 تونس اليوم -

الخلايـــــا الإرهابيــــة

د. وحيد عبدالمجيد

صيغة الخلية الصغيرة المحدودة العدد معروفة فى العمل التنظيمى السرى منذ أكثر من قرن من الزمن. فقد بدأ الاتجاه إليها لأسباب عملية تتعلق بالممارسة، قبل أن تصبح مجالاً للتنظير والاجتهاد فى إطار الفكر الماركسى وعقائد يسارية أخرى، ثم فى سياق تنامى الحركات الأصولية.

وتقوم هذه الصيغة على أن العدد الصغير الذى يعمل فى إطار مجموعة واحدة يمكن أن يحافظ على سرية عمله حين تحدث مطاردة أو ملاحقة أمنية للتنظيم الذى تنتمى هذه المجموعة إليه. فصيغة الخلية لصيقة بأى عمل سرى، سواء كان سلمياً أو عنيفاً.

وقد ظهرت أولاً فى تنظيمات سياسية سرية، قبل أن تصبح ضرورة حتمية فى المنظمات المسلحة أو التى تمتلك جناحا عسكريا يمارس العنف.

وفى تاريخ هذه التنظيمات ما يدل على أن الخلايا التابعة لها لم تكن معزولة عن بعضها البعض فى البداية. فقد كان هناك تواصل بين هذه الخلايا، أو بعضها على الأقل، فى إطار التنظيم نفسه لفترة طويلة.

غير أن توسع نطاق الاتجاه إلى العنف دفع إلى اعتماد صيغة الخلايا المنفصلة التى لا يعرف أى فرد فيها شيئا عن الخلايا الأقوى باستثناء قائد الخلية أو المسئول عنها. فهو الوحيد الذى يتواصل مع قيادة التنظيم، أو مع قادة خلايا أخرى عند الحاجة ولكن دون أن تكون لديه أية معلومات عن هذه الخلايا. والهدف واضح، وهو حماية التنظيم فى حالة سقوط أية خلية تابعة له. وغالباً ما يكون قائد الخلية مدربا على تحمل أقصى قدر من التعذيب، أو الضغوط فى البلاد المحظور فيها تعذيب أى معتقل، لكى لا يقر بالقليل الذى يعرفه. وفى التنظيمات الإرهابية التى تمارس أقصى مستوى من العنف، يسعى قائد الخلية إلى تفجير نفسه قبل إلقاء القبض عليه.

وقد أضاف تنظيما «القاعدة» و«داعش» مكونا جديدا إلى صيغة الخلية، وهو الاعتماد على صلة القرابة بقدر الإمكان، إلى جانب الصداقة. ونجد آخر مؤشر على ذلك فى عملية باريس الأخيرة، حيث ضمت الخلية التى نفذتها ابنة خال قائد هذه الخلية (عبد الحميد أبا عود).كما ضمت الخلية التى نفذت عملية باريس السابقة فى يناير الماضى ضد مجلة «شارل إيبدو» الشقيقين كواشى.

وفى كل الأحوال، تظل صيغة الخلية الصغيرة المغلقة فاعلة فى العمل الإرهابى حتى اليوم، وبأكثر مما كانت فى بدايتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخلايـــــا الإرهابيــــة الخلايـــــا الإرهابيــــة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia