كيف ينجح نظام التعليم

كيف ينجح نظام التعليم؟

كيف ينجح نظام التعليم؟

 تونس اليوم -

كيف ينجح نظام التعليم

بقلم : صلاح منتصر

لن يشفع لأي نظام جديد للتعليم جودته فإذا لم يطبق في بيئة ترحب به وتتولي رعايته فلن يستمر طويلا. وسيواجه في بدء تطبيقه بالمقاومة الطبيعية للتغيير وذلك بالتشكيك في أهدافه وجدواه. والأكثر خطورة وضراوة التمسك بالقديم من أصحاب المصالح الكثيرين سواء من المدرسين الخصوصيين، ومن أصحاب الكتب الخارجية، ومطابع الكتب المدرسية التقليدية بالإضافة إلي تخوفات ولاة الأمور قبل الطلاب من منظومة جديدة لا يعرفون فك شفرتها وتطويعها لتحقيق وصول أبنائهم لمكان مرموق بالجامعة. وإذا لم تتم مواجهة هذه التحديات بجدية كاملة فستتعرض المنظومة ليس فقط للتراجع وإنما لانهيار كامل.

وتتطلب مواجهة هذه التحديات وعيا كاملا بطرق التغلب عليها، وذلك بتقليل إحساس الشركاء في المنظومة بأن النظام الجديد مفروض عليهم وذلك بتنمية وعيهم فرديا وجمعيا بأهداف النظام ومناقشتهم وتدريبهم لتنمية الوعي الفردي والجماعي لديهم، وبالتالي امتصاص صدمة التغيير المفاجئ والبدء في بناء ثقافة اجتماعية ومهنية جديدة لضمان العمل المتناغم بينهم في اتجاه إنجاحها.

أما أصحاب المصالح في عدم التغيير فلن يمكن مواجهتهم بالإقناع أو التعويض، وإنما السبيل الأجدي هو جعل آلياتهم الحالية غير ذات جدوي في المنظومة الجديدة. ولا يتأتي ذلك فقط عن طريق تغيير نظم الامتحانات والحلول الأخري التعليمية، بل وكذلك بتعميق نظم الالتحاق بالجامعة بحيث لا تعتمد فقط علي نتائج المرحلة الثانوية، بل الأهم توسيع فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي والعالي لتقل حدة المنافسة في نهاية المرحلة الثانوية ويتحول التعليم بالفعل من كونه مسابقة شرسة للعبور للجامعة إلي متعة المعرفة والتفكير والابتكار. وهو ما يسهم أيضا في طمأنة أولياء الأمور علي زيادة فرص أبنائهم في الوصول للجامعة وإنهاء تكالبهم الحالي علي الدروس الخصوصية لحصد أعلي الدرجات.

النظام التعليمي الجديد لايمكن أن ينجح عن طريق فرضه، بل بإيمان المشاركين في منظومته بضرورة العمل المشترك المتناغم لإنجاحه وذلك بتحويلهم إلي ملاكه، يرصدون تطبيقه ويشاركون في تطويره وتحسينه، ويجنون ثمار عملهم بالحوافز الفردية والجماعية. والحافز الأكبر والهدف الأسمي في النهاية هو شاب مصري قادر علي بناء مصر المدنية الحديثة والمشاركة في التقدم الإنساني.

هذه هي رسالة الدكتور محسن توفيق الأستاذ بجامعة عين شمس .

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ينجح نظام التعليم كيف ينجح نظام التعليم



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia