بطيخ مستورد

بطيخ مستورد !

بطيخ مستورد !

 تونس اليوم -

بطيخ مستورد

بقلم : صلاح منتصر

فى طريقى إلى الساحل وقبل أن أجتاز بوابة الرسوم توقفت أمام مجمع تجارى كبير لشراء بعض احتياجات البيت التى لا تنتهى . ولأننى من عشاق البطيخ فقد اخترت بطيخة اكتشفت فور شقها بعد الوصول أنها تفتقر خواص الحلاوة لونا وأليافا مما اضطرنا للاستغناء عنها .

عدت إلى فاتورة الشراء لأعرف قيمة الخسارة التى تحملتها لتلتقط عينى عبارة «بطيخ مستورد 32 جنيها و85 قرشا» لبطيخة وزنها أقل من ستة كيلوجرامات . نسيت لفورى ثمن البطيخة التى لا تؤكل استفزنى عبارة «بطيخ مستورد» ! كان غريبا بالطبع أن يكون هناك من يستورد البطيخ فى بلد يعانى فى العملة وليس أكثر من إنتاج أرضه من البطيخ الذى تملأ أكوامه عربات اليد فى مختلف أحياء مصر . وعلى فرض أن القطاع الخاص قد أصابه الجنون وأصبح يستورد البطيخ فكيف تسمح له الدولة بذلك ؟ اقتصاديا نحن فعلا فى حالة حرب، ومن لوازم هذه الحرب مراجعة أبواب الاستيراد المفتوحة لسلع يمكن أن نستغنى عنها حتى لو حرمنا منها لتوفير دولاراتها . وحتى إذا كان باب المنع صعبا فهناك زيادة الفئة الجمركية التى تضع حواجز على استهلاك السلع الاستفزازية .

أنقذنى صديق يعمل فى تصدير الموالح وبعض الحاصلات الزراعية وقد اتصلت به متعجبا كيف وصل بنا الحال إلى درجة استيراد البطيخ. أجابنى الرجل أنه يجهل ذلك ولكن للتأكد سيراجع مختلف الجهات المسئولة وعاد فى اليوم التالى يبلغنى أنه من أجهزة الجمارك المصرية التى تسجل دخول كل سلعة لم يحدث أن سجلت يوما دخول مصر بطيخ مستورد .

أزحت عن صدرى كابوس استيراد البطيخ الماسخ ، لكننى أصبحت فى مواجهة محل كبير له اسمه الأجنبى المعروف سجل فى فاتورة اشتريتها منه أنه باع لى بطيخا مستوردا فى دولة لم تنفذ من جماركها بطيخة ، مما يعنى أنه إما أنه يبيع بطيخا مهربا لا مستوردا وهذه جريمة ، أو أنه يكتب عبارة « بطيخ مستورد » ليحل لنفسه السعر المغالى الذى يبيع به ، وهذه أيضا جريمة غش ، وعليه أن يختار بين الجريمتين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطيخ مستورد بطيخ مستورد



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia