الرصاصة فى صدره

الرصاصة فى صدره

الرصاصة فى صدره

 تونس اليوم -

الرصاصة فى صدره

بقلم : صلاح منتصر

أصعب لحظات الحياة فراق الأحباب ..يذهب الحبيب الغالى إلى خالقه شهيدا بإذنه، ويبقى الحزن وحشا يفترس النفس ويعذبها . شاهدته على شاشة التليفزيون وتمنيت لحظتها أن تضعف مقاومته ويحرر الدموع التى احتبسها فى مقلتيه حتى يهدأ قليلا . وقرأت بعد ذلك حكايته فى الجمهورية وصدقت كل كلمة قالها . 

اسمه اللواء محمد حلمى مشهور وهو اليوم على المعاش بعد أن أدى خدمته مدرسا فى الكلية الحربية مصنع الرجال . وكما حكى فقد طلب منه ابنه إسلام أن يشترى له بدلة مقاس 48 يحضر بها مناسبة سعيدة وعلى أساس أن يعود الخميس ، فلما تغيب اتصل به والده تليفونيا وكان جوابه أنه فى مهمة سيعود منها خلال يومين ، ولكنه لم يعد . 

كان يعرف أن ابنه يضع روحه على كفه فى كل وقت وكل مهمة يقوم بها ،وكان مستعدا نفسيا لذلك ، لكن خبر استشهاد ابنه رافقته أخبار على الفيس بوك تقول إن قوات الشرطة التى ذهبت فى مهمتها فوجئت بالإرهابيين وإن ابنه النقيب إسلام محمد حلمى مشهور خاف وهرول هاربا ولكن رصاصات الشر لاحقته فى ظهره وأسقطته قتيلا . 

ولم يستطع الرجل الذى درس للرجال فى الكلية الحربية معانى الفداء والتضحية أن يهدأ أو يرتاح ، وإنما أسرع راجيا أن يشاهد جثمان ابنه قبل أن تبدأ إجراءات تكفينه . وأمام الجثمان المسجى يلفه غطاء أبيض شد الأب الغطاء من فوق ابنه وهو يرتجف . وبعد لحظات تأمل وفحص دق لها قلب الأب كثيرا ، مال على صدر ابنه وقبله قبل أن يقبل رأسه ويحتضنه ثم يرفع رأسه ليقول لابنه الثانى الذى يقف إلى جانبه : الحمد لله.. أخوك مات بطل ..مات راجل والرصاص جه فى صدره مش فى ضهره زى مابيقولوا الكلاب على الفيس بوك. 

وجاءت أم البطل الشهيد تسبقها دموعها وآهاتها لتجد زوجها يقول لها : «زغرتى» ياماما ..ابنك مات بطلا وشهيدا . 

وبعد أن هدأ اللواء الأب قال : ارتحت لما شفت الرصاص فى صدر ابنى ، وإسلام مش خسارة فى مصر وكفاية إنه مات راجل ورفع راسى. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرصاصة فى صدره الرصاصة فى صدره



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia