الرشوة فوق الحق

الرشوة فوق الحق !

الرشوة فوق الحق !

 تونس اليوم -

الرشوة فوق الحق

بقلم : صلاح منتصر

انقلب الحال وأصبحت الكافيهات والمطاعم التى اخترقت كل شارع وزقاق ـ كما سمعنا الذين يدافعون عنها ـ هى باب إنقاذ ملايين الشباب وحمايتهم من الانحراف ومن التسكع فى الشوارع ، وأن هذه الكافيهات توفر الاستقرار للذين لا يجدون أندية ينضمون إليها أو يقدرون على سداد عضويتها الباهظة . ثم غير ذلك ـ يقول المدافعون ـ فإن هذه الكافيهات والمطاعم يملكها ناس مكافحون يسعون للكسب الشريف ويقومون بتشغيل آلاف الغلابة ولكن الحكومة تفترى عليهم وتمارس ضدهم أعمال البلطجة عندما تقوم بتكسير البعض كما حدث أخيرا إثر وفاة شاب لقى قدره فى حادث لا يتكرر كثيرا !. 

هكذا أصبح الباطل حقا، وأصبح ملايين الذين يسكنون حول هذه المطاعم والكافيهات فى شوارع كانت هادئة قبل أن يقتحمها أصحاب الكافيهات والمطاعم هم المعتدين الذين يحاربون تلك الكافيهات فى رزقها ! 

نسى المدافعون أن جميع هذه الكافيهات قامت على باطل دون تراخيص وأنها فرضت نفسها بالقوة والرشوة والفساد فى أماكن يمنع القانون وجودها فيه لأنها تقوم فى شوارع طابعها الهدوء وراحة السكان التى كانت هادئة قبلهم، وفى الوقت نفسه تعطل حركة المرور بسبب المساحات التى يفرضون احتلالها وسط الطرق. 

لم يجرب المدافعون عن هذه الكافيهات عندما يخترق كافيه أو مطعم مدخل عمارته أو ممرا بين عمارته والمبانى المجاورة أو جراجا يغلق أبوابه فى وجه السكان لتتحول حياة الناس المسالمين إلى جحيم بسبب «دوشة» الكافيه من الصباح إلى قرب الفجر والألفاظ المتبادلة ورائحة مئات بل آلاف أحجار الشيشة التى تحرق ، واستحالة دخول السكان خاصة الإناث مساكنهم فى حرية ، وحرمان السكان من وجود أماكن يركنون فيها سياراتهم كما تعودوا منذ سكنوا ، وإحساسهم بالضعف أمام القوة الغاشمة التى يستخدمها كل كافيه بتوظيف عدد من الفتوات يديرون الشارع لحسابهم . لم يجرب هؤلاء المدافعون إحساس الذل الذى يعيشه هؤلاء السكان وهم يرون بيوتهم تحولت إلى سجون لا يستطيعون فتح شبابيكها والقانون ينتهك ولا يستطيعون الاحتجاج ، وهم يجدون أن القوة فوق القانون ، والرشوة فوق الحق ، والبلطجة فوق أى شيء ! 

المصدر : صحيفة الأهرام

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرشوة فوق الحق الرشوة فوق الحق



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia