فك خط الحكومة

فك خط الحكومة

فك خط الحكومة

 تونس اليوم -

فك خط الحكومة

بقلم : صلاح منتصر

آلاف الرسائل تخرج من الوزارات والمصالح الحكومية يتم إرسالها يوميا لأصحابها من النادر أن يستطيع واحد من الذين تسلموا هذه الرسائل قراءة مافيها بسبب الخط غير المقروء المكتوبة به . خذ عندك الرسائل التى تخرج من مصلحة الضرائب وفيها أرقام مطلوب من الممول سدادها دون أى توضيح . ولولا أن الخطاب نموذج مطبوع يحمل اسم وزارة المالية ومصلحة الضرائب ما استطاع الممول فهم سبب الرسالة رغم إجادته القراءة . وعندك أيضا كل الرسائل التى تخرج من المحاكم والأقسام والمحليات جميعها يصعب على أى واحد مهما يكن تعليمه أن يقرأها رغم أن الرسالة تتصل بحقوق وجلسات ودعاوى وقضايا، كما أن الذين يختارون كتبة هذه الرسائل يتعمدون اختيار أصحاب أسوأ الخطوط .

وفى زمن مضى كانت رسائل المصالح تكتب باليد بخط واضح جميل كان تعبيرا عن مستوى التعليم فى ذلك الوقت حيث كانت هناك حصص للخط وكراسة خاصة نكتب عليها مختلف أنواع الخطوط من نسخ ورقعة وكوفى وفارسى وخط الثلث . وكانت الخطوط فى حد ذاتها تمثل جمالا تضمه لوحات مكتوبة يتبارى فيها الخطاطون مثل أشهر الرسامين . ولو عدت إلى كتابات الوزراء والمسئولين الذين تعلموا فى هذا الزمن الذى كان يحرص على لغته لوجدت أن خطوطهم جميعا من أجمل الخطوط . ولكن مع التطور الذى حدث فى التعليم كان من أوائل ضحايا هذا التطور إلغاء حصص الخط وكراسته وظهرت طرق جديدة كنا نسميها «نبش فراخ» ووصل التدهور إلى طريقة النطق مما أثمر سلسلة الفواجع التى تنطق بها ألسنة المسئولين .

وأدى هذا التدهور فى اللغة العربية كتابة ونطقا إلى هذا التسابق الذى نراه فى كتابة أسماء محالنا باللغة الأجنبية وكأنهم يخجلون من العربية اللغة الوحيدة التى كرمها الله وأنزل بها القرآن !

لقد اختفى القلم والورقة من رسائل الحكومات وظهر الكمبيوتر ولابد خلال سنتين على الأكثر أن يتم انتقال جميع موظفى الدولة من الكتابة باليد إلى الكومبيوتر بحيث لا يكون هناك موظف لا يستخدم الكمبيوتر على الأقل فى مخاطبة المواطنين الذين من حقهم الشعور باحترام الدولة لهم .

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فك خط الحكومة فك خط الحكومة



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia