الدواء المر

الدواء المر !

الدواء المر !

 تونس اليوم -

الدواء المر

بقلم : صلاح منتصر

يندر أن يغامر رئيس دولة وهو مقبل علي مرور ثلاث سنوات علي توليه الحكم ويرفع أسعار البنزين والبوتاجاز والسولار والكهرباء, وهو يعرف تأثير ذلك علي تكاليف الحياة اليومية للملايين إلا إذا كان :

1ـ يري حتمية هذا القرار لتحقيق عملية الإصلاح المطلوبة لشعبه 2ـ يضع هذه المصلحة قبل شعبيته، بل يغامر بشعبيته في سبيل هذا القرار . 3ـ يثق أن شعبه وإن أبدي ضيقا طبيعيا بالقرار واشتكي بل وصرخ احتجاجا ، إلا أنه في داخله يعرف أن هذا الحاكم يعمل جاهدا لمصلحته، وأن هذا الدواء المر لابد أن يشربه الشعب إذا كان يريد أن يفيق من أزمته بين نوفمبر واليوم مضت ثمانية أشهر لم يحدث أن شهدت مصر في تاريخها زيادة في الأسعار كما حدثت في هذه الفترة سواء نتيجة عملية تعويم الجنيه او انعكاسها علي زيادة أسعار المواد الغذائية ، وفرض الضريبة المضافة ، وزيادة سعر خدمات المترو، وأخيرا الزيادة الأخيرة لأسعار الوقود وتأثيراتها علي تكلفة النقل !

وفي العادة عندما يرفع التاجر سعر سلعة فللحفاظ علي نسبة ربحيته، أما في حالة الحكومة فإن كل السلع والخدمات التي رفعت سعرها فلتقليل خسارتها ، ولمحاولة إنهاء حالة الخداع التي عشناها علي مدي 60 سنة نتيجة تدعيم الدولة سعر كل شىء للمستهلك . مايتكلف عشرة جنيهات يشتريه المواطن بخمسة، وتدعم الحكومة الباقي خصما من بنود خدمات مثل الصحة والتعليم أو اعتمادا علي الاقتراض مما كانت نتيجته تحويل حياتنا إلي خداع. وفي محاولة من 40 سنة لمواجهة هذا الخداع غضب المواطنون وتظاهروا رغم أن مقدار الدعم كان بسيطا. وأسرعت الدولة بتلبية مطالب المتظاهرين وسحبت الإجراءات التي قررتها، وأصبحت منذ ذلك الوقت تدلل الشعب وتحكمه علي طريقة «ماذا يريد لا ماذا يجب أن تفعله» مما جعلنا علي وشك الإفلاس.

وصحيح أننا مازلنا نقترض وبمبالغ ضخمة ولكن من أجل تنفيذ مشروعات كبيرة متعددة توفر عند تشغيلها إيرادات تسدد قروضها، وتحقق مستوي أعلي للحياة وفرصا أكثر للعمل وإنتاجا أفضل وتصديرا أحسن . وقد كان في إمكان السيسي أن يستمر في سياسة خداع الشعب، لكنه اختار الصعب واختار طريق الدواء المر!

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواء المر الدواء المر



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia