رحيل مبدع شريف

رحيل مبدع شريف

رحيل مبدع شريف

 تونس اليوم -

رحيل مبدع شريف

صلاح منتصر

 رحل مبدع شريف مناضل كره الحرب وأحب السلام وأذهلته مغامرة السادات ومحاولته إنهاء الحرب مع إسرائيل فتعامل معها بتفكير المؤلف الدرامى الذى كتب عشرات الاعمال المسرحية وظل مؤمنا بها مدافعا عنها رغم حصار الحراب التى وجهت إليه حتى وصلت إلى قطع معاشه  من اتحاد الكتاب ، ومنع كتاباته فى مصر حتى يجوع ويمد يده،  لكن الجينات الدمياطية الشريفة فى عروقه حمته من أن ينحنى ويعطى ظهره لمبدأه ، وظل إلى آخر يوم محتفظا بقوته وسماحته وابتساماته التى كان يوزعها علينا فى سخاء .

اشتهر على سالم بمسرحية «مدرسة المشاغبين» التى اتهمت بأنها كانت ثغرة فى حائط القيم والأخلاق توالت بعدها أعمال أخرى لآخرين نجحت فى انهيار الحائط . وقد أرسل لى «على « أصل المسرحية كما كتبه كشهادة بأنها خالية من الكثير الذى أضافته مجموعة من الممثلين  البارعين الذين تصادف وجودهم معا فى فصل مدرسة وتباروا فى الخروج على النص وأصبح كل منهم نجما كبيرا.

لا يخجل على سالم من سرد كفاحه منذ بدايته فى رأس البر كمساريا فى طفطف (قطار مفتوح يخترق شوارع رأس البر الممنوعة فيها السيارات) ثم موظفا فى شركة أتوبيس محلية وغيرها من الأعمال المختلفة التى تمكنه بشرف من تحقيق أمنيته فى معرفة إبداعات كبار الأدباء العالميين من روائع وأعمال أدبية تمكن من قراءتها بلغتها الاصلية والتحليق معها حتى اصبحت مكونا رئيسيا لابداعاته التى لولا الحصار الذى فرض عليه لنال مكانة كبيرة أثق أنه سينالها بعد رحيله . ذلك أن على سالم كتب عشرات المسرحيات التى حققت نجاحا كبيرا وله مسرحيات أخرى فرض عليها الحصار لم تر النور ، وكان أحد أصدقائى الكرام وصحيفة الشرق الأوسط هما السند الذى استند إليه وكتب بالأخيرة ثلاث مقالات قصيرة كل أسبوع بالغة الروعة فى الخلط بين السياسة والأدب والدراما وتمنح على سالم لقب الأستاذ فى الكتابة القصيرة التى لا تقل عن الدور الذى قام به يوسف إدريس فى القصة القصيرة .

على سالم رحل ، وعلى الذين حاصروه أن يهنأوا ، وأن يتاح الإفراج عن أعماله لترى النور، فالأفكار قد تحاصر وقتا ولكن لا يمكن قتلها !
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل مبدع شريف رحيل مبدع شريف



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia