اللعب بالنار

اللعب بالنار !

اللعب بالنار !

 تونس اليوم -

اللعب بالنار

د.أسامة الغزالي حرب

النزاع بين اطباء مستشفى المطرية بالقاهرة وبعض أمناء الشرطة الذى وقع فى الأسبوع الماضى، والذى تابع المصريون تفاصيله على شاشة التليفزيون ثم فى وسائل التواصل الاجتماعى والصحف... يحمل إنذارا بخطر أشد وأهم بكثير مما يتصور البعض! إنه مرشح لأن يكون من نوع تلك الوقائع التى تكون بمثابة الفتيل الذى يشعل انفجارا كبيرا... لماذا؟ أولا، وقبل كل شىء، لأننا فى العالم الذى نعيشه الآن أصبحنا نطالع يوميا ــ عبر التطور الهائل فى وسائل التواصل الاجتماعى والمعلومات، بدءا من التليفزيون إلى الإنترنت والموبايل ــ الأحداث الهامة والمثيرة بالتفصيل وبسرعة البرق.. وقد انطبق هذا على النزاع إياه والذى يمكن ان يحدث مثله عشرات فى كل مستشفى وفى أى وقت! ثانيا، ان طرفى هذا النزاع هما الأطباء، وأمناء الشرطة. إن ذلك يذكرنا و ينبهنا إلى أن الاحتكاك بين الداخلية أى الشرطة، ممثلة بالذات فى جهاز أمن الدولة ــ من ناحية، وبين الشعب ــ من ناحية أخرى، كان هو السبب المباشر فى مظاهرات 25 يناير (عيد الشرطة) فى 2011 والتى تحولت إلى انتفاضة كبيرة فثورة أطاحت برأس النظام. ولكن النزاع هذه المرة هو بين جزء من الشرطة (امناء الشرطة) وليس الشرطة كلها، وجزء من الشعب (الأطباء) وليس الشعب كله. غير أن تداعيات الأحداث، والتصرفات غير المسئولة والمريبة يمكن أن تنقل المواجهة بسرعة لتكون ليس بين أمناء الشرطة والأطباء، وإنما بين جهات تتجاوز الأمناء وبين جهات تتجاوز الأطباء. إننى هنا أشير ــ وبرغم كل التحفظات المفهومة ــ إلى ما فوجئنا به من قرار للنيابة بإخلاء سبيل 9 من أمناء الشرطة من سراى النيابة بضمان وظيفتهم على اساس ان تحريات المباحث "لم تتوصل لصحة رواية الأطباء المبلغين، وأن أمناء الشرطة تحولوا إلى متهمين فى بلاغ الأطباء، وأن أحد الأطباء تعدى بالضرب على أمين الشرطة"؟! ما هذا؟ وكيف يمكن للرأى العام أن يصدق ذلك بعد أن شاهد بأم عينيه وقائع مخالفة تماما؟ ذلك ليس إطلاقا دفاعا عن الاطباء الذين يوجد بينهم ــ مثل كل المهن ــ الصالح والطالح، ولكننى أقول بكل وضوح وصراحة، إن هناك بعض الجهات تلعب بالنار، ولا تدرك العواقب الجسيمة لأفعالها...وعلى المسئولين ــ كل المسئولين ــ التنبه للخطر وتدارك الأمر!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالنار اللعب بالنار



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia