بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أقصد به لاعب الجودو المصرى العالمى إسلام الشهابى ذا السجل الحافل، الذى قرأت أنه المصنف الثالث عالميا، والذى شهد الملايين فى العالم مباراته مع اللاعب الإسرائيلى أورى ساسون فى مباراة الدور الاول لبطولة الجودو لمنافسات وزن فوق 100 كجم. ولا اقصد بسقطة الشهابى هزيمته فى المباراة امام اللاعب الاسرائيلى إطلاقا، ففى الرياضة النصر والهزيمة واردان فى كل مباراة وفى كل مسابقة، ومن ينتصر اليوم يمكن أن يهزم غدا، والعكس صحيح. لكن المهم هو التحلى بالروح الرياضية، التى تتمثل تلك الحقيقة وتتقبلها وتحترمها، والتى تسود بالذات فى الدورات الأوليمبية العالمية.
إننى أقصد المشهد الذى جرى أمام عدسات التصوير والذى نقلته الأقمار الصناعية إلى كل شبر على وجه الكرة الأرضية، حيث تقدم إليه اللاعب الإسرائيلى ليصافحه، فرفض الشهابى أن يصافحه مع أنه كان قبلها بثوان يلاعبه فى المباراة، فماذا كانت النتيجة؟ كانت هى صفارات وصيحات الاستنكار والاستهجان التى تصاعدت من الجمهور المحتشد فى المدرجات ضد السلوك المنافى للروح الرياضية التى تسعى الألعاب الأوليمبية إلى تكريسها. إننى كما قلت أغفر للبطل إسلام هزيمته، فتلك هى الرياضة، غالب او مغلوب، ولكن لا أغفر له أن يتسبب فى تلك الصيحات التى تعالت تشجع وتهتف للاعب الإسرائيلى الذى تقدم إليه مادا يده فانسحب بهدوء وسط تشجيع جمهور محايد لا علاقة له بالصراع العربى الإسرائيلي، وصفق بحرارة له تعويضا عن خذلان الشهابى له، فضلا عن ملايين المشاهدين فى العالم الذين تابعوا الواقعة.
لقد ذكر أن هناك تحقيقا سوف تجريه اللجنة الأوليمبية فى هذا الشأن، كما أخلى وزير الشباب والرياضة مسئوليته من ذلك السلوك الذى وصفه بالفردي، كذلك فعل رئيس البعثة، غير أن الإنصاف يحتم عليٌ أن أتفهم الجو النفسى الفاسد الذى أحدثه دعاة ما يسمى برفض التطبيع فى مصر، الذى أربك إسلام، وجعله يتصرف على هذا النحو المؤسف، والذى لانزال ننتظر نتائجه وعواقبه!