بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
رياض النيل: لا أعرف إن كانت تسمية الصالون الشهرى الذى ينظمه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، ومندوب المملكة السعودية الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد عبد العزيز قطان “رياض النيل” قد أطلقت لتجمع بين اسم العاصمة السعودية، وبين نيل مصر، أم أنها أخذت من بيتى شعر جبران خليل جبران “ : فى رياض النيل كم من مستنزه...تملأ العين حلاه الشائقات، لاعتدال الجو فيه عزة... بالتواء الشجرات الباسقات”..؟ على أى حال فإن التسمية ذكية وجميلة. وقد سعدت بحضور هذا الصالون يوم الخميس الماضى، والاستمتاع بالمحاضرة الشيقة التى ألقاها ضيف الصالون الأخ والصديق العزيز د. مصطفى الفقى عن العلاقات المصرية السعودية. ولا أعتقد أن أحدا غير د. الفقى كان يمكنه ان يتحدث فى هذا الموضوع بمثل ما تحدث هو، فجمع بين عمق العالم، وخبرة الدبلوماسى، وشمول المثقف، فضلا عن اسلوبه المميز،الشيق والجذاب. غير أن نجاح الصالون يرتبط بلا شك بشخصية السفير القطان الذى هو واحد من ألمع الدبلوماسيين السعوديين و أكثرهم خبرة ، فضلا عن جمعه بين سفارة المملكة بالقاهرة وتمثيلها لدى الجامعة العربية، مستحقا عن جدارة عمادة السلك الدبلوماسى العربى بالقاهرة منذ 2013.
> 9 يونيو: مثل كل عام، لا يمكن ان يمر هذا اليوم مثل أى يوم، و أعتقد أن معظم أبناء جيلى يشاركوننى هذا الإحساس، والذى كاد يكون عندى حالة نفسية مدهشة! ففى صباح مثل هذا اليوم من عام 1967 والذى كان حينها يوم جمعة، وحين لم تكن هناك محطات فضائية ولا إنترنت ولا تواصل أجتماعى ..كان كل مالدينا هو الراديو ذا الموجات المتوسطة والقصيرة والتليفزيون الابيض والاسود الذى كان قد دخل مصر قبلها بعامين. ولاننى تعودت- منذ أواسط العقد الثانى من عمري- أن أستمع بانتظام إلى الإذاعة البريطانية، كان على أن أدير جهاز الترانزستور فى كل الاتجاهات كى أتجنب التشويش بقدر الإمكان و أستمع إلى صوت المذيع فى مقدمة نشرة الأخبار وهو يقول:”وصلت القوات الاٍسرائيلية صباح اليوم إلى الضفة الشرقية لقناة السويس”! هى لحظة لا أنساها ابدا. وفى المساء تحدث جمال عبد الناصر مسلما بالهزيمة و بمسئوليته عنها، ليخرج على الفور ملايين المصريين إلى الشوارع يزأرون : حنحارب...حنحارب !