بقلم-د.أسامة الغزالي حرب
تابعت مؤخرا أكثر من موضوع عن إحدى المشكلات الاجتماعية الحادة التى تواجه اليابان اليوم، وهى مشكلة تزايد نسبة كبار السن أو تزايد الشيخوخة بين الشعب اليابانى، فنحو عشرين فى المائة من السكان تعدوا سن الستين، وهناك مليون فرد تجاوزوا سن الثمانين..مما جعل اليابان تتصدر دول العالم فى معدلات الشيخوخة. والمدهش أن الكثيرين منهم يصر على ممارسة عمل ما داخل أسرهم، هذا كله وسط تقاليد راسخة فى الثقافة اليابانية تكرس احترام كبار السن، فضلا عن وجود عيد سنوى للاحتفال بالمسنين. وهذا الارتفاع الكبير فى نسبة المسنين يعزى بالأساس إلى ارتفاع مستويات المعيشة والرعاية الصحية والانضباط فى نواحى الحياة المختلفة...وهى كلها أمور لمستها بوضوح فى أكثر من زيارة لليابان. فضلا عن أن الرعاية الطبية للمسنين تتقاسم الحكومة تكلفتها مع المسن وأسرته. ولا تتقبل التقاليد اليابانية كثيرا فكرة عزل المسنين فى بيوت أو مصحات خاصة بهم، وإن بدأت تنتشر أخيرا بعض الشيء، فالأصل فى تلك التقاليد أن يلتزم الابن أو الابنة الأكبر برعاية الوالدين المسنين، اللذين يحتاجان دوما الرعاية الجسدية والنفسية والطبية. هذه الحالة اليابانية التى يعانى فيها الناس السلامة الصحية وطول العمر تذكرنى بحديث نبوى بليغ فى إيجازه و هو: كفى بالسلامة داء, وهو يعنى فيما يعنى ان السلامة من الموت وطول العمر قد تؤدى بما تحمله من إرهاق وتعب ومن أعباء يشعر بها المحيطون بالمسن أو ما قد يحمله طول العمر من ضعف الذاكرة (هناك 5 ملايين يابانى مصابون بفقدان الذاكرة أو الزهايمر!) لأن تشكل فى ذاتها داء ثقيلا! أو ما قرأته فى تفسير ذلك الحديث فى أحد الكتب التراثية: لأنها دوام سلامة الإنسان فى بدنه وأهله وماله من المصائب يورثه البطر والعجب والكبر، ويحبب إليه الدنيا بإلفه الشهوات ويحجب قلبه عن الله...إلخ»... فلنطلب من الله السلامة، وأن يخفف من أعبائها علينا وعلى من حولنا.
نقلا عن الأهرام القاهريه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع