بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لا استغرب علي الإطلاق محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها فضيلة الشيخ الجليل د. علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، لسببين واضحين: أولهما أنه رمز إسلامي كبير معتدل، وهذا في حد ذاته يضعه في مقدمة أهداف الإرهابيين المتطرفين، لأن المسلم المعتدل هو أعدي أعداء المسلم المتطرف، تماما مثلما أن المسيحي المعتدل هو ألد أعداء المسيحي المتطرف، واليهودي المعتدل هو أشد أعداء اليهودي المتطرف.... ذلك هو منطق التطرف.السبب الثاني والأهم هو أن د.علي جمعة ليس مجرد مفتي سابق لمصر لثمانى سنوات متواصلة، وإنما هو عالم كبير له مكانته العلمية الراسخة، فهو حاصل علي الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الأزهر في عام 1988 بامتياز ، وعين أستاذا لأصول الفقه بالأزهر فضلا عن حصوله علي أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات أوروبية و مصرية ومشاركته في مناقشة رسائل جامعية عديدة في جامعات هارفارد واكسفورد وغيرهما من جامعات العالم، كل هذا إلي جانب مشاركته و اسهاماته في عشرات المؤتمرات العلمية العالمية. وبناء علي تلك الشهادات والخبرات ، كان علي جمعة مؤهلا لأن يصدر فتاواه الجريئة المتسقة مع روح العصر، والمعبرة عن فهم اسلامي مستنير للظروف والتطورات المتغيرة في العالم كله، مثل فتاواه عن الحجاب وعن النقاب وغيرها من القضايا التي تعرض علي المجتمعات الإسلامية في العالم كله. لذلك اتجهت رصاصات الإرهاب الغادر، رصاصات الجهل و الظلام إلي علي جمعة ، لولا أن سلمه الله! و يتبقي من الواجب علينا أن نحيي رجال الأمن الأكفاء الذين كانوا منتبهين ويقظين، والذين حموا الشيخ الجليل من رصاصات الخسة والجهل و الغدر. و أخيرا حمدا لله علي سلامتكم أيها العالم الجليل:المؤمن ، القوي الأمين!.