فى رأس البر

فى رأس البر!

فى رأس البر!

 تونس اليوم -

فى رأس البر

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

أكتب هذه الكلمات من رأس البر، بين شاطئى النيل والبحر المتوسط، مثلما تعودت أن أكون هناك فى مثل تلك الأيام من كل عام، وحيث يتوافد الآلاف، بل قل الملايين، من المصريين خاصة من دمياط و الدقهلية و كفر الشيخ والشرقية...إلخ والواقع أننى منذ أن ذهبت إلى رأس البر لأول مرة عام 1979 لم أتخلف عن تلك العادة إلا فى مرات قليلة لأسباب قهرية، فهذه المدينة الصغيرة فى محافظة دمياط تستمد خصوصيتها وهويتها الفريدة من اكثر من سمة، أو بتعبير أكثر دقة، من أكثر من تناقض: فرأس البر هى بقعة صغيرة من الأرض اكتشفها- منذ أكثر من مائتى عام- فى عهد محمد على رحالة ألمانى اسمه «كوخ» وتنبأ بأن تكون مصيفا فريدا على مستوى العالم كله، كلسان رفيع من الأرض يمتد عند فرع النيل فى دمياط، بين النهر والبحر المتوسط. وكان أول من ذهب إلى هناك رحالة ومستثمرون فرنسيون وطليان وغيرهم لا تزال أسماؤهم موجودة على بعض المواقع أو الفنادق القديمة...ولكنها استحالت الآن إلى مصيف مصرى مائة فى المائة، ويستحيل تقريبا أن تجد فيها شخصا أجنبيا! ثانيا، وبسبب هذه النشأة التاريخية تجمع رأس البر بين طابع ارستقراطى ذى مذاق خاص، وبين طابع شعبى شديد البساطة فى آن واحد.فلا تزال العائلات القديمة من أعيان دمياط ومحافظات شمال الدلتا تحتفظ ببيوتها أو قل بقصورها الفارهة، جنبا إلى جنب مع الوحدات السكنية البسيطة التى تجتذب الملايين من البسطاء للتمتع بأجازة أو نزهة زهيدة التكلفة.ثالثا، ربما كانت رأس البر هى البقعة الوحيدة فى مصر التى يتقاسم الحياة والنشاط والرزق فيها النهر والبحر، فأنت فى ضفتها الشرقية تكون فى رحاب نهر النيل، مواجها العزبة والبرج وأساطيل الصيد العملاقة التى تخرج فى مواقيت محددة إلى البحر الواسع مسترشدة فى ذهابها وإيابها بضوء الفنار الشهير عند طرف اللسان. وأنت فى ضفتها الغربية تعيش على شاطئ المتوسط بأمواجه الصاخبة وامتداده اللانهائي. على ناحية النهر النزهة المعتادة هى فى شارع النيل، وعلى ناحية البحر النزهة هى على البلاج و ممره الطويل و كازينوهاته العديدة. وعلى الجانبين هناك أشياءعديدة تستحق التعليق والمناقشة، فى واحدة من أهم مقاصد السياحة الداخلية فى مصر!

المصدر : صحيفة 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى رأس البر فى رأس البر



GMT 09:25 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:41 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:24 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

مرحبا بالبرهان

GMT 07:32 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

دموع تيريزا ماى!

GMT 07:54 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia