بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى سياق الندوة الشاملة التى استضاف فيها الاهرام د. محمد العصار وزير الإنتاج الحربى ونشرت أمس (20/5)، جرى حديث عن تصنيع سيارات الركوب فى مصر، وكما قرأت فإن سيادة الوزير «كشف عن مفاوضات مع الصين و وكيل محلى من القطاع الخاص، تعتمد على التعاون و توطين لتكنولوجيا صناعة السيارات مع الجانب الصينى..., بهدف إنتاج سيارة مصرية...إلخ». إننى من جيل د. العصار، حيث عاصرنا فى صبانا محاولات انتاج سيارة مصرية ، وأتذكر فى حوالى سنة 1959 أو 1960 كيف احتفلنا بظهور السيارة المصرية الأولى رمسيس بعرضها فى ميدان التحرير فى سياق احتفالات عيد الثورة. كانت سيارة بسيطة متواضعة، ولكنها كانت محاولة جادة، وعرفنا بعد ذلك أن نسبة تصنيعها كانت حوالى 30% وأن 70% كان مستوردا من أحد المصانع الألمانية.كانت كفاءتها معقولة، غير أن مشروع رمسيس ما لبث أن توقف بعد فترة قصيرة، ودخل توكيل فيات إلى مصر بتجميع طرازاته المتعددة تحت ماركة «نصر» بشركة النصر للسيارات...إلخ. المهم أن حلم إنتاج سيارة ركوب مصرية هو حلم قديم، و لكنه فيما يبدو لم يصادف تراكما ونموا شبيها بذلك الذى عرفته دول أخرى كانت تقترب من مستوى نمونا الصناعى، ثم صارت منتجة للسيارات على نحو متفوق ومنافس مثل كوريا الجنوبية ومثل الصين وماليزيا والبرازيل...إننى أكتب كلامى هذا من موقع الملاحظة العادية و ليس المتخصصة، وبهذه الصفة اتساءل : هل يمكن الحديث عن صناعة ــ أقصد بالطبع صناعة وليس تجميعا ــ لسيارات مصرية دون صناعة متقدمة للمعادن المكونة لها؟ هل يمكن أن نشهد صناعة موتور مصرى بمكونات محلية؟ هل يمكن ان نشهد تصميما لسيارة مصرية؟ هل يمكن أن يسعفنا التصنيع الحربى فى صنع هذه السيارة؟.... اسئلة كثيرة و مثلها كثير أتمنى أن أعرف إجابات عنها!
المصدر : صحيفة الأهرام