الطلاق الشفوى

الطلاق الشفوى !

الطلاق الشفوى !

 تونس اليوم -

الطلاق الشفوى

د.أسامة الغزالى حرب

يوما بعد يوم، يتضح لنا أن قضية تجديد الخطاب الدينى أهم واعقد بكثير مما نتصور! بل إننى أكاد أوقن اليوم أنها ينبغى أن تكون على رأس قضايانا وهمومنا الثقافية والفكرية، إذا اردنا فعلا نهضة حقيقية لهذا البلد و دفعا له إلى الامام.

ولا شك ان مسالة «الطلاق الشفوى» وما دار حولها من جدال حاد تقدم لنا نموذجا ساطعا لذلك.

وكما نعلم فقد بدأ الأمر عندما كان الرئيس السيسى يتحدث فى الاحتفال بعيد الشرطة يوم الثلاثاء 24 يناير، وفى سياق حديثه عن التعداد العام للسكان المزمع إجراؤه، وبإحساسه بالمسئولية كرئيس للدولة، لفت النظر إلى الإحصائيات الصادمة التى تقول أن من بين حوالى 900 ألف حالة زواج تتم سنويا فإن 40% منها تتعرض للطلاق بعد 5 سنوات .

وكما قال الرئيس بالنص، فإنه «حفاظا على الأمة» لماذا لا نصدر قانونا ينص على ألا يتم الطلاق إلا أمام مأذون..؟ وما ان صدر هذا التصريح من الرئيس إلا وقامت الدنيا ولم تقعد! إن ماذكره الرئيس كان قد نادى به مؤخرا علماء مسلمون معاصرون لهم مكانتهم مثل د.سعد الدين الهلالى، ود.خالد الجندى، كما قال به من قبل رجال الأزهر الكبار مثل الشيخ محمد عبده والشيخ سيد سابق والشيخ جاد الحق...إلخ ولكن العقليات الرجعية المتحصنة اليوم فى مواقع كثيرة كشرت عن أنيابها، وسمعنا كلاما غريبا وسخيفا مثلما نسب لرئيس مايسمى «جبهة علماء الأزهر» من قول بأن تلك الدعوة مسيحية «للحد من دخول النصارى إلى الإسلام»؟! «موقع الخليج الجديد»، ومثلما قال آخرون إنها دعاوى شيعية خبيثة أو أنها «شغل شيعة» «موقع التحرير»...إلخ إننا هنا فى الحقيقة إزاء نوعين من التفكير، كما كان دائما طوال التاريخ الإسلام، تفكير جامد ومنغلق عاجز عن أى تجديد فى الخطاب الدينى، وتفكير مرن ومتحضر قادر على كشف وإبراز الجوهر التقدمى للدين وتقديم رؤى وتفسيرات تتجاوب مع روح العصر ومع المصالح العليا للأمة!.

المصدر: الأهرام اليومي

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلاق الشفوى الطلاق الشفوى



GMT 03:55 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الفتاوى على الطاير !

GMT 05:55 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

باعة الفتوى الجائلين!

GMT 05:44 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

استهداف الأزهر

GMT 05:40 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

الطلاق الشفهى مرة أخرى

GMT 05:52 2016 الأحد ,12 حزيران / يونيو

ازدراء الأديان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia