بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
فى أثناء عودتى بالقطار من الإسكندرية للقاهرة بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، عقب حضور جلسات مؤتمر مكتبة الإسكندرية، انشغلت بتأمل الطريق والمحطات التى يقف عندها القطار، ولا أعرف لماذا خطرت على بالى مقارنة المشاهد التى تتوالى أمامى من نافذة القطار بمشاهد سبق أن رأيتها فى رحلات خارجية عديدة ركبت فيها القطارات فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا واليابان...إلخ. إننى أعلم أن سكك حديد مصر ربما كانت فى نشأتها أقدم من تلك التى شهدتها، وبالتالى فالمقارنة لها منطقها، ولها العديد من الأوجه، ولكن الفارق الأساسى والهائل لم يكن فى نوعية القطارات أو تجهيزها أوانتظام مواعيدها، وإنما فى الفجوة الهائلة، مثل الفجوة بين السماء والأرض في: النظافة! فعلى طول الطريق عبر المحطات المتوالية، وسواء وقف فيها القطار أو لم يقف: كفر الدوار، أبو حمص، دمنهور، إيتاى البارود، كفر الزيات، طنطا، قويسنا، بنها، طوخ، قليوب، شبرا الخيمة..إلى محطة رمسيس...أنت إزاء مشهد دائم وممتد للقمامة، وكأن المحافظات والمراكز المختلفة تتبارى فى عرض «أفضل» مالديها! ووصل الأمر إلى ذروته مع وصول القطار متهاديا إلى محطة رمسيس، حيث القمامة والقذارة المتناثرة على القضبان وكأن سكك حديد مصر تنظم لها (أى للقذارة والقمامة) معرضا دائما ومتفردا قل أن تجد مثيله فى سكك حديد العالم.والمذهل والمؤسف أننا عندما نتحدث عن التخلص من القمامة نتعامل معها وكأنها مشكلة تكنولوجية مستعصية تتطلب خبرات وشركات أجنبية! إنه لأمر يدعو إلى الخجل أن نستدعى من ينظف لنا بلادنا وشوارعنا وسككنا الحديدية! لقد سبق أن ناشدت الرئيس السيسي- وأكرر هنا اليوم- أن تكون «النظافة» أحد المشروعات القومية التى تستحق بذل الجهود لها والتى لن تكلف شيئا، ولكن عائدها سوف يكون هائلا بلا حدود: «أن تكون مصر بلدا نظيفا»!
المصدر : جريدة الأهرام