مفتى المحطة

مفتى المحطة !

مفتى المحطة !

 تونس اليوم -

مفتى المحطة

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

حقا إن شر البلية ما يضحك! لقد سبق أن كتبت (22/6) تعليقا قصيرا على ماجاء فى مقال للدكتورة درية شرف الدين تستنكر فيه فكرة الإعداد لبث إذاعة دينية داخلية فى قطارات ومحطات مترو الأنفاق، و قد أيدت رأى د. درية و قلت إن الإذاعة الداخلية فى محطات مترو الأنفاق تقوم فقط كما رأينا فى مدن عديدة فى العالم- بالتنبيه على الركاب بكل ما يحقق سلامة حركتهم بالتوجه إلى الأرصفة الصحيحة، المتوافقة مع المحطات التى يقصدونها، وكذلك تعليمات الأمن والسلامة...إلخ، غير أننى قرأت فى »المصرى اليوم« (28/6) مقالا آخر للدكتورة درية يتضمن رسالة مطولة وصلتها من مجمع البحوث الإسلامية بتوقيع الأستاذ د.محيى الدين عفيفى أمين عام المجمع يدافع عن فكرة تقديم فقرات دينية فى إذاعة المترو فى شكل رسائل قصيرة لا تتعدى 15 ق، وكذلك فكرة وجود لجان للفتاوى فى بعض المحطات.ثم تساءل د. عفيفى »هل توعية الناس بأهمية استعادة منظومة القيم الأخلاقية المهجورة فى حياتهم تعد سببا للدهشة والانزعاج و الدعوة لحشد رأى عام مضاد...إلخ« لا يافضيلة الشيخ، المشكلة ليست أبدا توعية الناس، و إنما هى فى المكان الذى تدافع عنه لتقديم تلك التوعية، إنها فى المساجد والمدارس والإذاعة والتليفزيون ...إلخ وليست أبدا فى محطات المترو! أما بدعة تقديم فقرات دينية بل وفتاوى فى المحطات فهى بصراحة فكرة عبثية بل وتثير خواطر تدعو إلى الرثاء والسخرية! وتخيل مثلا حوارا بين راكبين يفضل أحدهما مفتى محطة الخلفاوى فى حين يفضل الآخر مفتى محطة ساقية مكي، أو مفتى محطة وادى حوف! وتخيل لو شاعت شهرة أحدهم فتزاحم الناس حوله ، إلى جانب المتزاحمين لركوب المترو. ثم مالذى يمنع وجود قسيس مثلا فى محطة سانت تريزا ، أو وجود سيدة داعية فى محطة السيدة زينب؟...وأخيرا، هل يعلم السيد وزير النقل بتلك البدعة التى يجرى الإعداد لها ؟ فكما يقال- إن كان لايعلم فتلك مصيبة، وإن كان يعلم فالمصيبة أعظم!

المصدر : صحيفة الأهرام

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتى المحطة مفتى المحطة



GMT 09:25 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:41 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 08:24 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

مرحبا بالبرهان

GMT 07:32 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

دموع تيريزا ماى!

GMT 07:54 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia