حول تعديل الدستور

حول تعديل الدستور

حول تعديل الدستور

 تونس اليوم -

حول تعديل الدستور

بقلم ـ د.أسامة الغزالي حرب

أحد المعايير المهمة التى تفرق بين الدول المتقدمة المستقرة، والدول المتخلفة غير المستقرة، هو موضوع الدستور واستمراريته واحترامه. وتعديل الدستور فى بلدان مثل الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا أو اليابان أو الهند ...إلخ مسألة عظيمة الخطورة ولا تتم إلا لأسباب مهمة..لماذا..؟ لأن الدستور هو الوثيقة السياسية الأهم فى الدولة، والتى تحدد المبادئ الأساسية الحاكمة للنظام السياسى، وتنظم عملية الحكم والعلاقة بين السلطات...إلخ على العكس من ذلك، فى بعض البلدان الحديثة فى إفريقيا جنوب الصحراء، أو فى امريكا اللاتينية مثلا أو فى غيرها لا يحظى الدستور بذلك الاحترام بل وينتهك ويتغير مع توالى الحكومات أو الانقلابات العسكرية...إلخ، لقد كانت مصر أقرب يالتأكيد للمجموعة الأولى من الدول منذ أن صدر دستور 1923 فى العهد الملكى عقب الاستقلال عام 1922. ولكن ثورة 23 يوليو ألغت ذلك الدستور قبل أن تبدأ مرحلة دساتير مصر الجمهورية المتعددة. غير أن ثورة 25 يناير جاءت فى 2011 لتكون نقطة تحول فاصلة فى تطور مصر السياسى المعاصر، وتمخض عنها دستور 2014.والآن تتصاعد دعوة لتعديل الدستور بعد ثلاث سنوات فقط من إقراره! لماذا..؟ لأنه ينص على أن تكون مدة رئاسة الجمهورية أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة. ولكن الذين ينادون الآن بالتعديل يستهدفون إطالة مدد الرئاسة إلى ست سنوات مثلا، كما يستهدفون إطلاق ممد التجديد، بلا قيود. حسنا، إننى أحترم وأقدر تماما الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأقدر أيضا مع الغالبية العظمى من المصريين أفكاره ومشروعاته وأحلامه من أجل مصر أم الدنيا...غير أن تغيير الدستورالآن قبل أن يطبق فعليا وبعد أقل من أربع سنوات من إقراره لن يكون أبدا فى مصلحة الرئيس السيسى وصورته فى العالم، ولا فى مصلحة مصر وصورتها فى العالم. مصر ورئيسها و شعبها يستحقون ما هو أكبر من ذلك بكثير! 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول تعديل الدستور حول تعديل الدستور



GMT 06:55 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا: مأساة جيوسياسية

GMT 04:32 2021 الخميس ,30 أيلول / سبتمبر

... يستبقون الحرب على الصين بتطويقها بحرياً!

GMT 15:21 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

صورة على غلاف في ملف الغواصات!

GMT 17:11 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

سجلّ الحرب على الإرهاب ليس سيئاً

GMT 17:08 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

الدرجة الثالثة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia