لا للحل البيروقراطي

لا للحل البيروقراطي

لا للحل البيروقراطي

 تونس اليوم -

لا للحل البيروقراطي

د.أسامة الغزالي حرب

كلمة «بيروقراطية» فى ذاتها ليست أبدا عيبا، فهى تشير إلى النظام الإدارى الذى يقوم على توزيع السلطات و المسئوليات فى أى مؤسسة بدءا من الحكومات والوزارات والمصالح الحكومية..إلى الشركات و حتى الجمعيات والأحزاب...إلخ. فطالما وجدت مؤسسة لها نظام إدارى لتسيير أعمالها وجدت البيروقراطية.

غير أن البيروقراطية عندما تكون »سمة« للعمل الحكومى أو المدنى أو الحزبى، تكون مشكلة! أقول هذه المقدمة لأسجل ملاحظاتى على جانب من الطريقة التى أديرت بها كارثة أو محنة حوادث الطرق الأخيرة التى أودت بحياة العشرات من الضحايا من التلاميذ والشباب والنساء والرجال و هم فى الطريق إلى مدارسهم و اعمالهم. إن مالفت نظرى أن رد الفعل الأساسى للحكومة كان هو تغيير أو تحديث قانون المرور. وقد قرأت أن من بين هذه التعديلات إلزام قائدى مركبات النقل و النقل العام للركاب والميكروباص بالسير فى أقصى يمين الطريق، والتشديد على عقوبة السير فى عكس الإتجاه وعلى القيادة بدون ترخيص أو تحت تأثير المخدر...إلخ حسنا، هذا عظيم، ولكن تصور أن تفلح هذه التعديلات على لوائح وقوانين المرور بذاتها فى حل مشكلة حوادث الطرق المأساوية، هو ما أقصده بالحل البيروقراطى. إن القضية ليست أبدا فى القوانين واللوائح المنظمة للمرور والتراخيص، المشكلة هى فى «تطبيق» هذه اللوائح و القوانين و الالتزام بها. المطلوب هو المراقبة «اللابيروقراطية» للمرور، أو المراقبة ليس بمنطق «تخليص الذمة» مثل الإكتفاء بوضع رادارات لمراقبة السرعة، ثم «الكمائن» لتحصيل الغرامات، التى تخضع بدورها-للأسف- للمساومات والرشاوي!الأسلوب المطلوب والبعيد عن البيروقراطية هو أن توجد على الطريق مراقبة ميدانية ملموسة من سيارات مرور و «موتوسيكلات» مجهزة جيدا لملاحقة السائقين المخالفين على الفور وإيقافهم وسحب رخصهم، أو تحصيل الغرامات دون مساومات أو رشاوى، ودون مجاملات لأى فئة أو لأى شخصية. إن القانون لا ينطبق بمفرده، وإنما بواسطة أجهزة وأشخاص محددين ينوبون عن الدولة وعن المجتمع فى تطبيقه، ويكونون أهلا للثقة فيهم!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا للحل البيروقراطي لا للحل البيروقراطي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:53 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

اقتراح غلق 31 محلاّ مخلّا بشروط حفظ الصحة

GMT 10:52 2021 الخميس ,06 أيار / مايو

تراجع احتياطي تونس من العملة الأجنبية

GMT 16:38 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب "Annabelle Creation" يتخطى الـ298 مليون دولار إيرادات

GMT 18:44 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يقدم 550 ألف يورو لتنمية نواكشوط

GMT 11:11 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

سيارة تونسية للطرق الوعرة من قطع "الخردة

GMT 18:50 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة "الشباب والرياضة" تبحث عن مذيعيين ومراسلين

GMT 11:09 2015 الأحد ,29 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب شرق ايران
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia