درس الأقصر

درس الأقصر!

درس الأقصر!

 تونس اليوم -

درس الأقصر

د.أسامة الغزالي حرب

ما هو الدرس المستخلص من حادثة الهجوم الإرهابى الأخير على معبد الأقصر يوم الأربعاء الماضى (10/6) و الذى انتهى والحمد لله- إلى مصرع الإرهابيين وعدم المساس بالسياح؟ إن جوهر هذا الدرس، والذى أشدد عليه دائما، أن القضاء على الإرهاب والإرهابيين لا يمكن أن يتم أبدا بواسطة الشرطة و أجهزة الأمن وحدهما، تلك حقيقة أساسية، بل هى قاعدة عالمية و ليست أبدا مصرية فقط. القضاء على الإرهاب والإرهابيين لا يتم إلا بالتعاون و التفاهم الكامل بين الشرطة والشعب، ومن الخطأ و قصور التفكير أن نلقى على الشرطة عبء القضاء على الإرهاب، لذلك فإننى لم أسترح لبعض الروايات الصحفية و كأنها تقارن بين أداء الشرطة وأداء المواطنين، ومن قام فيهما بإحباط المحاولة الإرهابية. الذى يبدو من الروايات التى طالعتها أنه كان هناك غالبا تقصير أمنى فى تفتيش السيارة التى حملت الإرهابيين إلى المكان، وذلك هو الجانب السلبى فى أداء الشرطة، ولكن فى نفس الوقت علينا أيضا أن نتذكر أن ضابط الشرطة الذى ذهب إليه السائق وأبلغه بشكوكه فى الركاب الذين كانوا معه، أخذ كلام السائق بكل جدية واهتمام و اتجه معه إلى الركاب الثلاثة الذين كانوا معه، والذين كانوا يجلسون على المقهى فى انتظار حضور السياح المستهدفين! وهنا قام أحدهم بتفجير نفسه وبدأ إطلاق النيران، ولم أتبين مما قرأته ما هو مصير ذلك الضابط الكفء والذى أتمنى أن يكون بكل خير. ففى التحليل النهائى فإن رجال الشرطة، ضباطا(من كل الرتب) وصف ضباط وجنودا، هم الذين دفعوا الثمن الأكبر فى مكافحة الإرهاب ، وضحى المئات منهم بأرواحهم الغالية من أجل الوطن، ولكن فى نفس الوقت فإن وعى المواطنين وتعاونهم الكامل مع رجال الشرطة، هو الشرط الأساسى للنجاح فى مواجهة الإرهاب. وفى هذا السياق فإن سائق التاكسى «هيثم» الذى تصرف بذكاء وبمسئولية وبشجاعة، يستحق كل تحية وتكريم من الدولة ومن المجتمع. إنه نموذج مشرف للمواطن المصري، ولمواطن الأقصر الواعي، الحريص على بلده وعلى رزقه، والجدير بكل تشجيع ومكافأة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس الأقصر درس الأقصر



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia