حكم تاريخي

حكم تاريخي

حكم تاريخي

 تونس اليوم -

حكم تاريخي

د.أسامة الغزالي حرب

أنحنى اليوم احتراما و تقديرا للحكم التاريخى الذى أصدرته الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بإلزام الجهة الإدارية المختصة «بقيد نجل سيدة من زواج عرفى فى سجلات مصلحة الأحوال المدنية بصفة مؤقتة بالاسم الذى ذكرته إلى أن تقضى المحكمة المختصة فى واقعة ثبوت نسبه إلى والده».

إن حيثيات هذا الحكم هى وثيقة مشرفة لمجلس الدولة وللقضاء المصرى كله، والتى تقول نصا: «إن المشرع أعلى من حق الطفل فى نسبه إلى والديه وحصوله على اسم فى المجتمع يحفظ له كرامته وانسانيته وفى أن يتمتع بكل الحقوق ومنها الحق فى التعليم والصحة، وهى حقوق أولى بالرعاية والحماية لكون الصغير يقع فى مركز قانونى أعلى مما قد يثور من خلاف حول صحة العلاقة الزوجية، أو ثبوت نسبه لوالديه أو أحدهما» وذكرت المحكمة أيضا... «أن المشرع الدستورى حرص على تأكيد حقوق الطفل بحسبانه أضعف حلقات الأسرة، وثمرة قيامها». إن قضاء مجلس الدولة، بهذا الحكم التاريخى، إنما فصل تماما بين قضية الزواج العرفى، التى أصبحت بالفعل ظاهرة ومشكلة متفاقمة، وبين ما ينجم عن هذا الزواج بالضرورة من أبناء يكونون فى الأغلب - مع الأسف - عرضة للنزاع حول نسبهم! إن الزواج العرفى مشروع دينا، ولكن عدم توثيقه ينطوى بلا شك على مشكلات عملية عديدة، خاصة بعد انجاب أبناء منه، كثيرا ما يكونون محلا للتنازع أو الإنكار، وتتضاعف هذه المشكلات بالطبع فى ضوء الحقيقة المفزعة التى أكدها د. كمال مغيث، الخبير التربوى البارز، وهى أن عدد حالات الزواج العرفى فى الجامعات المصرية وصل إلى 552 ألف حالة، أى مايزيد على نصف المليون؟! غير أن الفصل بين تلك المشكلة الشائكة والمتفاقمة، وما يترتب عليها من وجود أطفال لم يقترفوا أى ذنب، هو ما يجعلنا - مرة أخرى - نحيى الحكم التاريخى لقضاء مصر العظيم.   

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكم تاريخي حكم تاريخي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia