القراءة للجميع

القراءة للجميع

القراءة للجميع

 تونس اليوم -

القراءة للجميع

د.أسامة الغزالى حرب

 لماذا أهتم بأن أخصص هذا العامود، فى يوم الإثنين كل أسبوع، للحديث عن الكتب أوعرض أحدها، هذا سؤال طرح عليَ صراحة أو ضمنا، بل لقد قال البعض أننى بذلك أتهرب من مناقشة قضايا ساخنة أولى بالاهتمام! حسنا، سوف لا أتحدث هذا الاسبوع عن كتاب معين، وإنما سوف أوضح وجهة نظرى فى ذلك الموضوع! لقد وجدت نفسى فى الواقع وكأننى فى موضع شخص يريد ان «يداري» على أمر شائن أو مثير للخجل، فلا يفضح قومه، ولكن لا مفر من الحقيقة الصادمة. وفقا لدراسات اليونسكو، فإن نصيب كل مليون عربى من الكتب المقروءة لا يتجاوز 30 كتابا (بما فى ذلك البلدان التى تقع بين الشرائح الأعلى دخلا فى العالم!) وذلك مقابل 854 كتابا لكل مليون أوروبي.

 كما أن الفرد الأمريكى الواحد يقرأ فى العام حوالى 11 كتابا، والفرد الإنجليزى يقرأ 7 كتب، فى حين يقرأ الفرد العربى ربع «صفحة»؟! ووفقا لدراسة لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة فى مصرفإن العالم العربى كله، من المحيط للخليج، ينشر ما يقل عن 1700 كتاب فى حين تنشر الولايات المتحدة وحدها 85 ألف كتاب (ناهيك طبعا عن نوعية الكتب!). هناك أسباب كثيرة لتفسير هذه الظاهرة المخجلة مثل تدنى المستوى التعليمى، واستمرار عار الأمية (فى مصر حوالى 30% ؟) وأيضا انخفاض مستويات المعيشة. والغريب فى الأمر ان تلك الظاهرة تستمر بالتوازى مع اهتمام ملايين الشباب مثلا بالحوار على الفيس بوك والتجمع حول قضايا ثانوية ، فضلا عن سيادة الاهتمامات الدينية على غيرها من الاهتمامات العلمية او الثقافية...إلخ إننى اعلم ان هناك تقديرات متفائلة بارتفاع نسبى فى معدلات القراءة بين بعض شرائح الشباب لبعض الكتاب الجدد، ولكن الظاهرةالأساسية تظل للأسف قائمة. وأخيرا، تبقى كلمة حق أخيرة لابد أن أقولها وهى التذكير بالجهد الكبير الذى بذلته السيدة سوزان مبارك فى تشجيع القراءة من خلال مكتبة الأسرة، ومكتبات الطفل، و مهرجانات القراءة للجميع، ولا أعتقد- وقد كنت فى مقدمة من ثاروا على حكم مبارك- أن هناك أى سبب يدعونا لإنكار هذا الجهد، بل وأدعو كل منظمات المجتمع المدنى المعنية لأن تستأنف أنشطة مكتبات الطفل و الأسرة، ومهرجانات «القراءة للجميع»!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراءة للجميع القراءة للجميع



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:10 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هوندا" تُطلق "FCEV" في لوس أنجلوس

GMT 08:55 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 12:27 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

نوعان من الأحذية يجب امتلاكهما في فصل الصيف

GMT 20:03 2016 الأحد ,08 أيار / مايو

وصفة سحرية تخلصك من «الكرش» في يوم واحد

GMT 14:15 2015 الخميس ,26 شباط / فبراير

سفير السعودية في اليمن يستأنف مهامه من عدن
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia