صحوة الشعب العراقى

صحوة الشعب العراقى

صحوة الشعب العراقى

 تونس اليوم -

صحوة الشعب العراقى

مكرم محمد أحمد

حسنا ان ادرك العبادى رئيس وزراء العراق فى الوقت المناسب وقبل ان يفوت الاوان المغزى وراء المظاهرات الضخمة للشعب العراقى التى خرجت على نحو عفوى فى معظم مدن العراق فى هبة مفاجئة تقرب من ان تكون ثورة ، تطالب بالغاء كل صور التمييز بين السنة والشيعة ورفض المخاصصة وتقسيم الوظائف على اسس طائفية ، كما تطالب بسد ثقوب الفساد ومساءلة الوزراء والمحافظين الفاسدين ، ومحاكمة المسئولين عن هزائم الجيش العراقى الذى انفق على تجهيزه وتدريبه وتسليحه مئات المليارات من الدولارات ، لكن الصراعات الطائفية التى تكاد تقسمه اعجزته عن القيام بمسؤلياته فى حفظ الامن وعطلت قدرته على استرداد المناطق الشاسعة التى استولت عليها داعش !.

وحسنا ان فطن رئيس الوزراء العراقى الى اصرار الشعب العراقى على ضرورة مواجهة هذه المشكلات بالحسم الفورى الواجب ، وعدم التباطؤ فى جهود الاصلاح الذى يمكن ان يزيد الموقف اشتعالا ، وسارع الى تبنى حزم متتابعة من عمليات الاصلاح ، حفزت البرلمان العراقى على دعم هذه المطالب باجماع كامل مضيفا اليها ورقة اصلاح ثانية تخص المجلس النيابى ، لان البديل الوحيد لمسايرة مطالب الاصلاح ثورة عارمة لشعب استعاد همته وامسك بزمام المبادرة، ويقف فى حالة تحفز شديد ضمانا لتنفيذ هذه الاصلاحات .

وأظن ان مساندة اية الله السيستانى المرجعية الاعلى لشيعة العراق لاصرار الشعب العراقى على رفض كل صور التمييز الطائفى بين السنة والشيعة تؤكد للجميع ، ضرورة ان تمضى عملية الاصلاح فى مسارها الصحيح وصولا الى عراق تتوحد جبهته الداخلية ، سنة وشيعة واكرادا حفاظا على وحدة التراب الوطنى ، ووقف مخططات قسمة البلاد الى دويلات ثلاث التى كانت تمضى قدما كالسكين فى قالب زبد لا تجد اى معوقات ، الى ان استيقظ الشعب العراقى اخيرا من كبوته وافاق من صدمة الغزو الامريكى وامسك بزمام ارادته ..، ولو ان الشعب العراقى نجح فى الخلاص من الطائفية ، وهدم الجدران الشاهقة التى تفصل الآن بين احياء الشيعة واحياء السنة فى العاصمة بغداد، وتمكن من إلغاء المخاصصة وقسمة الوظائف على اساس طائفى ، لكان ذلك فتحا عظيما يعيد للعراق مكانته العربية والاقليمية ، ويحفظ له وظيفته التاريخية جسر لقاء بين السنة والشيعة يتصاهرون ويتجاورون ويتوحدون فى ظل حقوق المواطنة دون تمييز كما كان عليه الحال قبل الغزو الامريكى .

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحوة الشعب العراقى صحوة الشعب العراقى



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia