50 عـامـا في حب الأهرام

50 عـامـا في حب الأهرام!

50 عـامـا في حب الأهرام!

 تونس اليوم -

50 عـامـا في حب الأهرام

مكرم محمد أحمد

أود ابتداء أن اشكر الزميل العزيز والصديق القديم سامى متولى على كل ما اختصنى به فى كتابه الجميل (خمسون عاما حبا فى الأهرام) من شهادة قيمة أعرف جيدا بواعثها الودودة، راجيا أن يدخل ضمن استحقاقى بعض ما جاء فى سطورها التى نزلت بردا وسلاما على القلب، لأنها شهادة من زميل مهنى (صاغ سليم) لا يستطيع احد ان يطعن على صدقه ونبله او التزامه الراسخ بأخلاقيات مهنته، أو يشكك فى الدور المهم الذى لعبه سامى متولى حارسا أمينا على صدق الخبر فى الأهرام لأكثر من عقدين من الزمان، تولى فيهما منفردا مسئولية مدير التحرير .

لقد عايشت سامى متولى اربعة وعشرين عاما فى حب الأهرام قبل أن أغادر الى دار الهلال، تجاورت مكاتبنا فى المبنى القديم نتقاسم حجرة ضيقة بلا نوافذ ضمت معنا الزميلتين الفاضلتين انجى رشدى المحرر الدبلوماسى للأهرام فى عز أوجه المتأنقة دائما دون تزيد، وأمينة شفيق المحررة العمالية أبقاها الله ذخرا للصحافة المصرية ونصيرا رشيدا قويا لحقوق الطبقة العاملة فى مصر، وتجاورنا فى المبنى الجديد للاهرام فى شارع الجلاء، كان سامى يعمل رئيسا للديسك المحلى المعنى بشئون الداخل والمحافظات وكنت أعمل عضوا فى الديسك المركزي، وغالبا ما كنا نغادر الأهرام معا فى الثالثة من صباح كل يوم بعد صدور الطبعة الثالثة والأخيرة .

كنا، انا وسامي، جزءا من مجموعة شباب حديثى التخرج لم يتجاوز عددهم 30 خريجا، جاء بهم الأستاذ هيكل تباعا الى الأهرام ليجددوا شباب الجريدة العتيقة التى كانت تضم فى ذلك الوقت بعض محررى الأهرام القدامى تتجاوز متوسطات أعمارهم الستين عاما بينهم ممدوح طه وسعيد فريد والشيخ العسكرى محرر الأوقاف وصالح بك البهنساوى محرر العدل وحامد بك عبد العزيز محرر الصحة وعثمان العنتبلى المحرر الفنى للأهرام، ونجيب المستكاوى المحرر الرياضى الأشهر، كما كان الأهرام يضم مجموعة من جيل الوسط جاءوا الى الاهرام بعد إغلاق جريدة المصري، أبرزهم محرر الشئون العربية زكريا نيل ورئيس قسم الحوادث محمود عبد العزيز، ومحمد مصطفى البرادعى محرر التعليم ورجب خضر محرر الزراعة والري، واستقدم هيكل من دار أخبار اليوم عدد من المواهب الصحفية الكبيرة ابرزها صلاح هلال وصلاح جلال وصلاح منتصر، وسلامة أحمد سلامة إضافة الى باقة فريدة من نوعها من الكتاب، تضم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وزكى نجيب محمود وحسين فوزى ولويس عوض وصلاح جاهين وكمال الملاخ، استطاع هيكل ببراعته ان يصنع من هذا الخليط الفريد هيئة تحرير جريدة الأهرام، الأفضل فى كل تاريخ الصحافة المصرية قاطبة، حديقة يانعة بالغة الثراء تملك أغلى النباتات وأكثرها ندرة تعطى بحب لجريدتها، وتربطها علاقات داخلية تقوم على الاحترام والود المتبادل .

وسط هذا المناخ، حيث كان الانتماء الى الأهرام يكاد يعادل الانتماء الى الوطن، نشأ تحت رعاية هيكل جيل جديد من الصحفيين المصريين يمثلون مدرسة جديدة للصحافة تجمع بين مصداقية الخبر وعقلانية الرأى ونزاهة الأداء، بينهم سامى متولى وفؤاد سعد ومحمود كامل وفهمى هويدي وسناء البيسى وبهيرة مختار وعزت السعدني وجلال الجويلى ومحمود احمد وسعيد عبد الغنى وحسين غانم ومحمود سامى واخرون أسال المغفرة إن نسيت بعضهم أعادوا الى الخبر مكانته، وحافظوا على احترام الكلمة ومصداقيتها، وانتصروا لحق الخلاف فى الرأى، وغرسوا قيم الموضوعية والنظرة العلمية واحترام عقل القارئ فى معظم كتاباتهم يشكل شخوصه اليوم شيوخ المهنة وكهولها، يتساقطون الآن مثل أوراق الخريف ليبرز مكانهم جيل جديد مختلف أكثر عملية وذكاء، وأكثر جرأة وتجديدا، لا نزال ننتظر الى أين يأخذ هذا الجيل مهنة الصحافة المصرية التى تمر الآن بظروف صعبة قاسية .

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

50 عـامـا في حب الأهرام 50 عـامـا في حب الأهرام



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia