حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة

حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة

حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة

 تونس اليوم -

حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة

مكرم محمد أحمد
بقلم ـ مكرم محمد أحمد

عندما تنشر الصحف اسماء المرشحين لرئاسة اللجان فى البرلمان القادم، مؤكدة أن رئاسة معظم لجانه قد حسمت لمصلحة شخوص بعينها قبل أن يعقد البرلمان أولى جلساته، وقبل أن يكتمل عقد اللجان وفقا لنصوص اللائحة ويتم انتخاب الرئيس والوكيلين، يصبح من حقنا أن نعترض بشدة على مناورات بعض التكتلات البرلمانية التى تخرق القانون وتتجاوز التقاليد المرعية، وتحاول أن تفرض رؤيتها مسبقا على باقى أعضاء اللجان فى سلوك غير ديمقراطى معيب، لا يبشر بأداء برلمانى صحيح!.

وربما يرد البعض بأن ما حدث مجرد مشاورات جرت فى كواليس البرلمان شملت بعض اللجان، لكن الصحفيين هم الذين استبقوا الاحداث وتجاوز بعضهم حدود التكهن إلى التأكيد أن الرئاسة قد حسمت بالفعل فى عدد من اللجان..، ولو صح هذا التفسير لوجب توجيه النقد إلى الصحافة التى يتحتم أن يكون أول التزامتها الحرص على دقة الخبر ورعاية التقاليد البرلمانية الصحيحة، لأن المرشح لا يصبح مرشحا بالفعل إلا عندما يكتمل حضور اللجنة ويعلن رئيسها قبول الترشيحات للمناصب الثلاثة.

وقد يبدو ذلك من وجهة نظر البعض نوعا من التدقيق المبالغ فيه لا يبرر النقد أو الطعن على حق أى عضو فى ترشيح نفسه، لان اللجان البرلمانية سوف تمارس مهمتها فى اختيار أعضاء مكتبها عند انعقادها، لكن الأمر الذى لاشك فيه ان هرولة بعض التكتلات البرلمانية إلى إعلان فوز أعضائها برئاسة بعض اللجان قبل أن يجتمع المجلس وتعقد اللجان أولى جلساتها يشكل نوعا من المنافسة غير المشروعة التى ينبغى أن يترفع عنها النواب، لانها لا تنتج فى الأغلب سوء الحساسيات والانقسامات والضغائن، فضلا عن أن المطلوب لمصر فى صورتها الجديدة برلمان جديد يحترم تقاليد العمل البرلمانى، وتتساوى فيه حقوق كل الأعضاء، لاتحكمه الشللية وتحترم فيه الأغلبية حق الأقلية، ويفسح صدره للرأى الاخر، ويلتزم مصالح الوطن العليا، ويرقى بسلوك أعضائه فوق الشبهات، ويضع كرامة المجلس وكبرياءه فى المقام الأعلي، ويحافظ فى كل كبيرة وصغيرة على تقاليده المرعية، لأن إعلان حسم رئاسة بعض اللجان أو معظمها لمصلحة شخوص بعينها قبل أن ينعقد المجلس وتنعقد اللجان يوحى للآخرين بان كل شىء مرتب سبق تجهيزه، وان عملية الانتخاب التى تجرى فى اللجان هى نوع من تحصيل الحاصل تحافظ على الشكل دون أن تبقى على الجوهر.

المصدر : جريدة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة حرصا على تقاليد برلمانية صحيحة



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia